المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2022

آدم، بتصرّف

"ها أنا أهرب كل يوم كالمعتاد، بالأمس استطعت الهرب من كل شي يشغلني.. لماذا لم أستطع الهرب اليوم؟ (استيقظ يا آدم، سيكون يومًا جميلًا!) ولكنني أهرب منه مرةً أخرى.. أرهقتني محاولاتي المستمرّة.. مالذي يدفعني للركض؟ هل هي مشاعري؟ مشاكلي؟ جسدي؟ أفكاري؟ هويّتي؟ لا أعلم.. أشعر أني أكتشف ذاتي من جديد كأنني أضعت نفسي وعدت لنقطة الصفر.. رغم عدم إيماني بها. هل أنا حقًا آدم؟ إذًا أين ذهبت روحي الاجتماعية المليئة بالطاقة؟ أم أنها فقط تختبئ ليومٍ أجمل؟ أمتلئ بالأفكار والأسئلة، لكن لا صوت لي.. أنا الآن من كنت أخاف أن أصبح عليه منذ زمن كيف أصبحت صامتًا طوال الوقت؟ هل صرت أخاف من الكلام؟ أم وجدت متعة في الاستماع؟ لا أعرف ماذا يحدث داخلي، لا أعرف الأجوبة، ولا الأسئلة، لا أعرف الحل." _____________ خيريّة، تسرق نصّ آدم الأربعاء 31 أغسطس 2022 10:48 صباحًا

دليل النجاة في الحياة الجامعية

 عزيزتي المستجدة، لن ألقي عليكِ بالنكات.. فأنا مثلك! لم تضف لي الجامعة شيئًا بعد هنا أحكي لك عصارة تجاربي في الأربعة سنوات التي استمتعت بها بحق: 1- لماذا يا إلهي لماذا؟ صرخات الخريجين أمثالي الذين يدعون أن شهادتهم الجامعية مجرد زينة معلقة على الحائط، ليست إلا صرخات الاستنجاد في البحث عن العمل، وصوت غرورنا الذي يعتقد أنه يجب أن يستنقص من الأشياء ليشعر بقيمة ذاته. لذلك لا تستمعي لنا. هل تعلمين لماذا ندخل الجامعة؟ لماذا نأخذ موادًا لا نهتم بها ولا نشعر أنها تفيدنا؟ لا لنتعلم هذه المواد حقيقةً، بل لنتعلم طرق التعلّم المختلفة! الهدف من الجامعة لا أن تتخصصي في شيء واحد وتجعليه عنوانًا لشخصيتك وهدفك الأسمى في الحياة بل أن تتسع مداركك، وتتفتح لك الأفق، وأن تصرفي المعاناة الجامعية في إيجاد الخلطة السحريّة الخاصة بك! الخلطة التي تساعدك على التعلّم، سوف تكتشفينها بالطريقة الصعبة، وحدك.. الجامعة ما هي إلا سياق تجربتك العلمية، ليست هي التجربة بحد ذاتها.. لكنك لا زلت بحاجة إلى هذا السياق. حتى وإن قررتِ يومًا ترك الجامعة، واتخاذ طريق التعلم الذاتي.. ستجدين نفسك تضعين مقرّرات لخطتك الدراسية الخاصة...

إلى متى يا أغسطس؟

 أغسطس شهرٌ مرهق، يكاد لا ينتهي كل يوم في أغسطس يبدو الاستيقاظ من النوم فكرة ثقيلة وكل ليلة يزداد الخلود إلى النوم صعوبةً.. في هذا الشهر سمعت الكثير من الأخبار، كل أسبوع كان هناك حدث جديد، وحالة وفاة أخرى. في هذا الأسبوع تبدّلت وظيفتي، انضممت أخيرًا إلى صديقي فيصل في الكتابة لأجل الرأسمالية عليكم أن تعلموا يا أصدقاء أنني عميلٌ مزدوج، وأنني أعدكم بهدم النظام من الداخل وغيرها من الوعود التي أستخدمها دفاعًا عن تركي لحياة البوهيميّة والعمل الحرّ.. اتركوا هذه الأفكار الفارغة المحبطة! هل تعلمون أن مكتبي الجديد لونه أبيض؟ وأنني لا أشعر بالرغبة في النوم تحته كل يوم؟ وإن إضاءة المكتب ذهبية وخافتة ولا تذكرني بموعدي الذي يجب أن أحجزه في عيادة الأسنان!! سبحان الله.. فين كنا وفين صرنا طيب هل تعلمون أن زميلاتي يقدّمن لي القهوة؟ بخلاف زميلي السابق "آش" الذي كان ينتظر وقت الغداء كل يوم ليمسح ما بقي من طعام على مكتبي.. لم أذكر "آش" من قبل صحيح؟ كان الأمر مثيرًا للشفقة بشدة لدرجة أنه تصعب حكايته للآخرين. دعوني أحكي لكم قليلًا، "آش" عجوزٌ بريطانيّ، يعمل في مجال صعب، لذلك يتق...

الهروب

 أعتقد أن الكتابة حملتني لفترة طويلة، ومنعتني من السقوط في حفرة الكآبة. قمت باتخاذ الكثير من القرارات السيئة في الأسبوعين الماضية، والقليل جدًا من الكتابة. ربما هربًا من مواجهة أفكاري.. عندما أكتب أرى أفكاري أمامي، أدرك حينها كم هي أفكار غبية متى عرفت أن الأمر أصبح خطيرًا؟ حينما حاصرتني هذه الأفكار متجسّدة في شكل كوابيس :) فقدت الآن الرغبة في إكمال هذه التدوينة، فقد باغتتني أفكار العمل، واحدة تلو الأخرى.. الانغماس في العمل هو مأوى، يسرقنا من مشاعر الوحدة. خيريّة، تخون الكتابة السبت 27 أغسطس 2022 5:20 مساءً

تربيعة

 فوضى، أكاد لا أسمع صوتي لا أعرف حتى إن كنت أتحدّث أم أنني صامتة الآن.. كم من كاتب أراد الصراخ واكتفى بممارسة الضغط على القلم أو لوحة المفاتيح؟ تمتلئ كتاباتي بالأسئلة، أسئلة بديهيّة لكني أجهل إجاباتها اكتشفت أنني أجيد السؤال ولكني لا أبحث فعلًا عن الإجابات أتأمّل في هذه الحياة دائمًأ دون الرغبة في الوصول.. جانبي العبثي ينكر الوصول، إذا أخبرتني يومًا ما أنك "وصلت".. لن آخذك بجدّية. أجلس الآن متجاهلةً لما يريد أن يقوله لي جسدي: "خيريّة، نحتاج إلى الطعام" "خيريّة، نحتاج إلى الحركة" "خيريّة، الماء يا خيريّة.." أجد نفسي محدّقة في الفراغ منذ استيقظت، 4 ساعات من اللاشيء هذه نعمة. هل أحملُ كلمةً بداخلي؟ هل انطفأ صوتُ قلبي؟ قبل 5 سنوات، اكتشفت أن الغناء كان مسكنًا فعالًا للألم.. بشتى أشكاله. كنت أغني لساعاتٍ طويلة في الليل، غيرمبالية بمن حولي.. أخبرني صديقٌ هزلًا أن اللامبالاة تليق بي، هو لا يعلم أنه محقّ لسنوات طويلة، علّمت نفسي أني أبالي.. ربما أخطأت. أعطاني القدر عدة أيام من الراحة، قضيت أوّلها في العمل البارحة.. يبدو أنني مدمنة على العمل! وجسدي يحصُد ...

الوحدة والظن

 تساءلت في صغري كثيرًا عن هوس الكبار بالوحدة، ولفترة طويلة في حياتي.. ظننت أن الوحدة لا يشعر بها سوى من لا يستأنس بذاته. ظننت أنني أن أحببت ذاتي بشكل كافٍ لن أشعر بالوحدة يومًا ما.. وتعلّمت مؤخرًا أن حبنا لذواتنا يشمل أيضَا قبولنا للحب من الآخرين، وإيمانا باستحقاقنا له. مما تعلّمته أيضًا عن الوحدة، بالطريقة الصعبة.. هو أن الوحدة تكون قاتلة وموحشة لأنها تمتلئ بثقل الحياة، مهما استأنسنا بأنفسنا، نحن بحاجة دائمة لوجود الآخر.. لدعمٍ لا ينقطع يساعدنا على التخفف من هذا الثقل. لذلك نتألم كثيرًا حين نفقد من حولنا، وحين نبتعد عنهم. شعور الوحدة يملأ الإنسان تواضعًا، ويجعله في بحث مستمر عن القوة بداخله وهو يتنوّع باختلاف مسبباته.. أحيانًا أشعر بالوحدة لأن لا أحد يفهمني، لا أجد من يستطيع قراءة ما لم تستطع حروفي إظهاره وأحيانًا أشعر بها عندما لما أجد يدًا تقدّم لي المساعدة، أو كتفًا أستند إليه وغيرها من الاحتياجات التي نستطيع أن نقدمها لأنفسنا لكن لا زلنا نريدها من الآخرين شئنا أم أبينا. في وقتٍ ما كنت أظنّ أن الوحدة أمرٌ حتميّ.. حتى قابلت أضدادها! الثقة، القبول، الاحتواء، الألفة، الحبّ والأغان...

ماذا لو كان بداخلك نبي؟ - ورق

"ماذا لو كان بداخلك نبي؟"، حدّث نفسه بصوتٍ خافت حتى لا يوقظه.. "كيف أجوب البحار؟ كيف أبتلع الغذاء؟ ماذا لو حاول الخروج؟ هل يتمثل لأمر الله مثلي؟ ترى ماذا قال له الله؟ لماذا لم يخبرني؟ لماذا لم يحادثني؟ أعلم أن وزنه لا يساوي شيئًا بالنسبة لي في الحقيقة، ولكن.. لم أشعر أنه ثقيل جدًا؟ إنني متعب، لكن ربي يريد أن يعلمني شيئُا.. سئمت الانتظار، إن هذا الغموض ثقيل أيضًا، أشعر بالحرج من نبضات قلبي..  أتجاهل صوتها كثيرًا! أتمنى أنه يقوم بتجاهلها مثلي. أحيانًا أتمنى ان يشقني هذا الرجل إلى نصفين، أن يحوّلني إلى كائن آخر.. أن يلقي عليّ سحرًا أو يصنع معجزة.. حتى يخرج مني. ماذا لو قتلته؟ ماذا سيفعل بي الله؟ ماذا عني؟ بم سوف أشعر؟ هل سيزول هذا الثقل؟ متى يزول هذا الثقل! يالتني كنت سمكةً صغيرة، أتخبط بين الأحجار أنتظر صيادًا يسرقني.. أتحول إلى طعام، يعرضونني في الأسواق، يحتفلون بي، وأحتفل بموتي وضآلة وجودي. لن يسأل أحدٌ سمكة: ماذا لو كان بداخلك نبي؟" خيريّة، في لقاء ورق بعنوان (الحيوان) الأحد 25 يوليو 2021 في ساعةِ مجهولة من الليل

رَشّ

 كلّما مشيت أكثر في الحياة، وجدت من يقتلع الأشواك من حديقتي ليقدّم لي الورود.. من المُضحك أن شخصًا مثلي -لا يحب أن تقدّم له الورود- يستخدم مجازًا كهذا. ربما لضآلة بحيرة المفردات التي أملكها هذه اللحظة. والمُحزن، أن كل شخص يدخل إلى حديقتي حين يصبح مرهقًا يخرج منها مليئًا بالجراح.. فإن الشوك لو علمتم كثير، مهما كانت الرائحة هنا زكيّة ولطيفة. أخاف أن يكون "رَشّ" من هؤلاء.. حذّرني رَشّ، قال لي أنه ملول.. البارحة، تمنّيت لو أن كلامه كان صحيحًا. عهدت رَشّ دائمًا ممتلئًا بالحياة، عيناه تملكان بريقًا لم أعد أراه في وجوه الناس بالرغم من ما فيهما من ظُلمة، لم يخف يومًا من النظر في عينيّ.. إلا لحظة الفراق. لا يوجد في هذه الحياة ما أجيده بامتياز سوى الرحيل، الهرب، الإقصاء، المحو والنسيان.. لكن يبدو أن قدرتي الخارقة هذه أصبحت تتلاشى، تزامنًا مع فقداني لمخزوني من الشوك والورد.. هل أصبحت أكثر رقةً عبر السنين؟ حاولتُ اليوم الهرب من الكتابة، خوفًا من لفظ اسم "رَشّ" الحقيقيّ سهوًا مني في المدوّنة. أريد التوقّف عن كتابة هذه التدوينة، ولكن لا أريد أن أتركها. خيريّة، تخسر في لعبة الفراق...

الطفل - ورق

 في تساؤل وفضول مستمر حول هذا الطفل.. هل هو موجودٌ دائمًا؟ أم هي حالة مكونة من مشاعر ورغبات فسرها عقلي بهذا الشكل؟ الحديث بشغف، البدايات، التجارب الجديدة.. الرغبة الشديدة في الحياة. الطفل بداخلي الآن لا يود الكتابة.. لا يريد الجلوس، يرفض التفكير في احتمالية إعجاب الكبار بهذا النص.. كل ما يريده الآن هو الحلوى، الرقص، الغناء، الاتساع! يريد حجمًا كبيرًا من كل الأشياء.. والكثير من كل ما هو جميل. يريد ساحةً كبيرة للركض، وألعابًا كثيرة تكفي للجميع وقلبًا كبيرًا ممتلئًا بالحب. يريد أن يتحدّث بلا توقف، وأن يصرخ فرحًا بصوتٍ عال يريد أن يشتم الرجل المتطفل في متجر الألعاب، ويريد أن يخبر تلك الفتاة أنه يود مشاركتها اللعب.. ويريد عالمًا آخر يختفي فيه الكبار، ويحكمه الأطفال. خيريّة، تختفي.. ويحكمها طفلها. الاثنين 12 يوليو 2021 في ساعةٍ مجهولة من الليل

مهلًا وسهلًا

 "مهلًا"، كلمة تفيض بالرِقة في رأيي.. في قصيدة "لقد كنت يومًا ما رجلًا"، تخيّلت دائمًا أنني كنت رجلًا يركض باستمرار في بحثٍ وجهد، هربًا من الأسئلة.. نمط الحياة البطيء يستهويني هذه الفترة، برغم هجرتي إلى أكثر المدن حركةً وسرعة في المملكة.. لكنني كما أؤمن بالبطء، أؤمن أيضًا بالوفرة والسعة! فإذا كانت الدنيا واسعة وممتلئة، لماذا يجب أن أركض دون توقّف؟ بعيدًا عن المجازات، أنا أحب الركض.. أحب عندما تتحرّك قدماي بشكلٍ لاواعي. لكن إن كنت لا أتوقّع من هذه القدمين أن تتحرك دائمًا بنفس السرعة، لماذا أطلب من نفسي أن تواجه هذه الحياة ركضًا على نفس الإيقاع؟ لماذا أتوقع أنني سوف أمشي دائمًا في نفس المسار؟ أحب البطء، أحب الاعتقاد بأنني أملك كل الوقت في العالم الوقت ثروة، وهو يتغيّر بما يتغيّر فينا.. كنت أحمل شعارًا أنا وصديقي آدم حين نهمّ بفعل أي شيء بشكل مباغت: "ورانا شيء؟ ما ورانا شيء." لماذا قد امشي في هذه الدنيا بينما أخاف شيئًا وراء ظهري؟ إن الأهداف في المستقبل، تنتظرنا.. وإن حددنا لها موعدًا فنحن نستطيع تحديد مرةً وأخرى. أحب أن أستيقظ على مهل، أن أملك رفاهية النظر إ...

النار - ورق

 أرقصي، قد أتى عيدك.. إن نار العيد سعيدة! نحن هنا لنحتفل بك، لنعظمك أخبريني، ما غذاؤك؟ ما دواؤك؟ من عدوك؟ لماذا لا ترقصين؟ فيم تحدقين؟ هل تنتظرين.. منّي.. أن أرقص حولك؟ أراقصك؟ أغني لك؟ أسكب فيك ما يشعلك؟ أرجوكِ تحدثي، أصرخي! اضحكي، ارسمي شيئًا بقلم لهيبك على وجهي.. اخلقي شيئًا يجيد الكلام، احرقي كل الرموز، اسكني الأرض كلها إن أردتِ.. إن الصمت لا يليق بك، لماذا تدّعين؟ خيريّة، تستجدي النار الأربعاء 7 يوليو 2021 في ساعةِ مجهولة من الليل

ألِف - الفصل الأول

 زميلتي "ألف" ممتعة، حزينة جدًا أنها سوف تغيب عن المكتب لمدة 15 يوم ابتداءً من الغد وستتركني وحيدة، مُثقلةً بمهامها وبحكايات المدير.. علاقتي مع ألف بدأت متوتّرة قليلًا، فهي الزميلة الوحيدة لي في هذا المكتب بناءً على تأخر المدير المستمر لن يخاطر أيّ منا بإظهار صفةٍ ما يملكها مما لا ينبغي إظهاره. كنتُ حذرةً جدًا في اختيار كلماتي، وانتقاء الموضوعات التي أتحدث فيها كل يوم سواءً في حديثي مع "ألف" أو مع غيرها من الأصدقاء على الهاتف لكني عندما سمعت صوت الحذر يرتطم بالحائط وشاهدت "ألف" ترمي به غير مبالية.. قررت أن أكون الفائز الأول في مسابقة الرماية الجديدة التي صارت تسلينا في ساعات العمل الباهتة! أصبح المكتب لا يجلب النعاس كثيرًا كالسابق، أصبحنا ننعس في الساعتين الأخيرة فقط.. حين يأتي المدير. "ألف" تبدو فتاةً لطيفة ورقيقة، برغم موسيقى الميتال المُرعبة التي تستمع لها كل يوم! في لحظة صفاء، ذكرت لي أنها "نسويّة حتى النخاع".. لا أخفيكم أنني شعرت بالقلق قليلًا، لسببين: أولهما، أني اتخذت من القلق هوايةً لي مؤخرًا والآخر، ان مصطلح النسوية مشوّه جدًا ...

تعرفني؟ - لقاء ورق

 هل تعرفني؟ ماذا تعرف عني؟ إن كنت ترى في عينيّ الجمال وأنت من وضع مصطلح الجمال، فماذا ترى؟ هل ترى في عينيّ ما كان يجري طوال تلك السنين؟ هل ترى؟ لتعلم يا صديقي، أنك لا تعرف عني أي شيء. إن ما تعرفه عني هو علاقتك بي.. تعرف جيدًا كيف تشعر تجاهي، تعرف تصرفاتي حين أكون بجانبك، تعرف الحروف التي تخرج من فمي لتخاطبك. ولكنك لا تعلم، أنني عندما أقف أمامك الآن.. إن اقتربت جيدًا، وحدّقت في عيني.. لن تراني.. سوف ترى نفسك فقط. فإنك عندما تحارب الأنثى التي بداخلك، أنت في الحقيقة تحاربني أنا! تعتقد أنك تعرفني، تصنعني، تشكّلني.. أقف هنا الآن، أسألك مرة أخرى! هل تعرفني؟ خيريّة، تتحدّث بلسان الأنثى. الاثنين 21 يونيو 2021 في ساعةٍ مجهولة

القضايا والدوافع

كي لا أجد نفسي عالقة في دوّامة النوايا، أهرُب من الأسئلة التي تفتّش عن دوافعي تجاه أي قضيّة.. لكنّي أجد نفسي دائمًا أدافع عن قضيةٍ ما لسبب أجهله، ولا أجد نفسي فخورةً بهذه الهمّة.. لم أجد يومًا الفخر في شيء أظنّه واجبي، وأستغرب رؤيته في الآخرين. في وقتٍ متأخر، اكتشفت أن شيئًا ما داخلي يشعر بالتعاطف والحُميّة تجاه كل من يشعر بالمعاناة وجانبي المنطقيّ يبحث في أسباب تجعل هذه المعاناة غير مبرّرة، وتعيّن ظالمًا ومظلومًا.. وتخلق رسالة ينبغي نشرُها، ووعيًا ينبغي إيقاظه، وحكمةً لم يجدها إلا القليل أمثالي! هل وجدنا دافعنا بعد؟ أظنّ أنني أعاني من متلازمة المُنقذ.. ليس هناك ما يسمّى بذلك، لكنّي أصطلح هذه الكلمة للتعبير عن إدماني الشخصي في محاولة إصلاح الآخرين، محاولاتي الفاشلة في تغيير العالم، التي تنبع من نفس المكان في عقل من يغسل صحونه للمرة الثالثة دون سبب. كل ما تُريده الأنا هي أن تشعر أنها تملك كل شيء تحت السيطرة، وأن هناك هدفٌ نبيل تسعى لأجله وتجيد السّعي.. تعلّمت التصالح مع دوافعي، لكن ما لم أتعلّمه بعد هو أن أطفئ مصدر الأحكام التي أطلقها مرارًا على من لا يدعم قضيّتي الجديدة التي قررت تبنّي...

الأحلام الواقعية - لقاء ورق

استيقظَت مُرهقة، بعد كابوسٍ مرعب كان يطاردها منذ سنوات،  ونظرت في المرآة فلم تعرف نفسها.. فزعت، صرخت بأسماء لا تعرفها  ولكن لم يجبها أحد.. خرجت من حجرتها في هلع، فوجدت قصرها خاليًا! أين خدمي؟ أين رجالي؟ صرخت.. ذهبت إلى الشرفة، فوجئت بأن مملكتها قد اختفت.. أخفضت رأسها، وعادت إلى المرآة. بكت وهي تشاهد لونها يتغير، وأطرافها تتلاشى، وأصبحت تكرر اسمها  حتى لا يختفي: أنا الكلمة، أنا الكلمة، أنا الكلمة. خيريّة، ترثي الكلمة الاثنين 14 يونيو 2021 في ساعةٍ مجهولة

الحظ، الخيبة، ومديري

من حُسن حظي في اليومين الماضية، أن مديري كان غائبًا حين كنت مُصابة بموجة من الكآبة.. لن أستطيع أن أبتسم في وجهه وأطرح الأسئلة حين يقصّ عليّ حكاياته الطريفة! مديري لطيف جدًا، أنا محظوظة به! يتفاجأ كل شخص يسمعني أقرن كلمة "مدير" بوصف اللطف.. لم أقل كلمة "مديري" منذ ثلاثة سنوات، وقعها لم يعُد ثقيلًا كما كان.. ربما لأنني لم أعد أهتم. تلقّيت البارحة عدة أخبار مثقلة بالخيبة، واتخذت قرارًا على مضض واستيقظت اليوم بفرح على عكس اليومين الماضية، لذلك، ولأول مرة.. أنا أشكر الخيبة التي طالما اشتكيت منها. الخيبة تدعو للتفاؤل، ويتبعها عدة اكتشافات لم نرد أن نتوصّل إليها.. لكن كنا بحاجة لهذا الوصول. برغم ما رأيت في هذه الدنيا في أعوامي القليلة المنصرمة، لا زلت أتفاجأ من تصرّفات البشر، لا زلت أملك الأمل الذي تتبعه الخيبة.. صوتٌ في داخلي يتهمني بالسذاجة لأجل ذلك، وصوتٌ آخر يقول لي: لم نفقد الأمل بعد، ولذلك لن نفقد الدهشة! خيريّة، تتمنى أن يأتي المدير متأخرًا الخميس 4 أغسطس 2022 9:00 صباحًا

أوّل مشاركة في ورق

 لم أؤمن بالشيطان إلا حين اقترب، لكني أكاد أجزم أني أراه كثيرًا، رأيته في عيونهم.. رأيته يبتسم. لم يكن يبتسم لي، كان يبتسم فرحًا بالانتصار. رأيته غاضبًا أيضًا، كارهًا صلاحي، محتقرًا لإنسانيتي.. الشيطان يحب الأغبياء، يحب من لا يعرف قيمة نفسه.. الشيطان يحب؟ عبارة غريبة.. نربط الحب كثيرًا بأفكار إيجابية! اكتشفت أن الشيطان يرتبط بالمشاعر دائمًا بالنسبة لي، كان يمنعونني من التفكير خشية هذا الشيطان، لكنه كره تفكيري أيضًا.. وكنت أعتقد أن لكل إنسانٍ شيطانه، لكني أراه واحدًا الآن.. مهما تعددت طرائقه. عندما رأيت الشيطان، آمنت أكثر. لن تستطيع أن تحبس الشيطان، لا يجب أن نخبئ الشيطان! يجب أن أرى الشيطان كما أرى النار. أتحكم به، أعطيه حجمه المناسب، أتشكّل به.. أستخدمه كيفما أريد ومتى أردت. لا ينبغي أن يموت الشيطان أبدًا، ينبغي أن أراه دائمًا لا ينبغي أن نخاف من رؤية الشيطان، يجب أن نخاف حين لا نراه. خيريّة، تنظر في عينيّ شيطانها الاثنين 19 إبريل 2021 في لقاء ورق

غرّة أغسطس - ها هو يفعلها مجددًا!

 لا أريد الكتابة، لا أريد الكلام، أود الاختباء داخل أعماقي وسط أغنياتي المفضّلة. لم يكن شهر أغسطس لطيفًا في دخوله، بين انقطاع الماء والغاز عن منزلي.. وبين تأخر الراتب الذي لن يبقى منه شيء وظرافة صبيّ المكتب الذي فتح كل المكاتب وأخفى مفتاح مكتبي في أول يوم من هذا الشهر الثقيل :) أنقذني رفيق السكن من كابوسٍ بغيض، استيقظت باكيةً، ويكاد رأسي ينفجر من الصداع في طريقي إلى العمل، توقّفنا عند المخبز.. وخطفتُ كل ما تحمله السلة من النشويّات لألتهم بها مشاعري السيئة التي وُلد على أنغامها هذا الصُبح القاسي. أكره أغسطس، أكره مكتبي، والمدوّنة، وابتسامة صبيّ المكتب الصفراء حين يقدم لزميلتي الشاي. بالنسبة لأمثالي، لم يخلق الصباح للعمل، ولا المساء.. أريد أن أجلس فقط، وأتأمل الفراغ. كلّ شيء يبدو مملًّا، الوجوه، المحادثات، الحروف على لوحة المفاتيح.. برامج التواصل الاجتماعي بشتّى وسائطها تبدو فارغة المعنى. كلّ شيء يبدو صغيرًا أمام هذا الألم في رأسي. خيريّة، تستسلم للصّداع 2 أغسطس 2022 9:55 صباحًأ