دليل النجاة في الحياة الجامعية

 عزيزتي المستجدة، لن ألقي عليكِ بالنكات.. فأنا مثلك! لم تضف لي الجامعة شيئًا بعد
هنا أحكي لك عصارة تجاربي في الأربعة سنوات التي استمتعت بها بحق:

1- لماذا يا إلهي لماذا؟
صرخات الخريجين أمثالي الذين يدعون أن شهادتهم الجامعية مجرد زينة معلقة على الحائط،
ليست إلا صرخات الاستنجاد في البحث عن العمل، وصوت غرورنا الذي يعتقد أنه يجب أن يستنقص من الأشياء ليشعر بقيمة ذاته.
لذلك لا تستمعي لنا.
هل تعلمين لماذا ندخل الجامعة؟ لماذا نأخذ موادًا لا نهتم بها ولا نشعر أنها تفيدنا؟
لا لنتعلم هذه المواد حقيقةً، بل لنتعلم طرق التعلّم المختلفة!
الهدف من الجامعة لا أن تتخصصي في شيء واحد وتجعليه عنوانًا لشخصيتك وهدفك الأسمى في الحياة
بل أن تتسع مداركك، وتتفتح لك الأفق، وأن تصرفي المعاناة الجامعية في إيجاد الخلطة السحريّة الخاصة بك!
الخلطة التي تساعدك على التعلّم، سوف تكتشفينها بالطريقة الصعبة، وحدك..
الجامعة ما هي إلا سياق تجربتك العلمية، ليست هي التجربة بحد ذاتها.. لكنك لا زلت بحاجة إلى هذا السياق.
حتى وإن قررتِ يومًا ترك الجامعة، واتخاذ طريق التعلم الذاتي.. ستجدين نفسك تضعين مقرّرات لخطتك الدراسية الخاصة.
السياق، الوسائل، والطريقة.. هذه رحلتك.


2- الجامعة ليست كل شيء
كوّني مجتمعك الخاص، لا تعتمدي على المجتمع داخل الجامعة فقط
فكري في أهدافك الخاصة، أحلامك خارج الجامعة، اكتشفي ذاتك في خارج سياق الطالبة الجامعية
أعلم أن النوادي الجامعية تبدو فكرة مسلية، لكن هناك ما هو أكبر خارج هذا العالم.. عالم الكبار :)
جرّبي أن يكون لك هواية، تمارسينها بعيدًا عن الجامعة
إذا كان تخصصك تافهًا وسهلًا مثل تخصصي، جربي الدخول إلى سوق العمل بشكل جزئي.. عشان تفهمي الطبخة بس
جرّبي طرق للتعلم واكتساب المهارات، لا تعتمدي فقط على الدورات التي تقدمها الجامعة أو المبادرات التطوعية.. لأنها لا تشبه الواقع دائمًا.
حملك لمادة، أو درجة سيئة.. لا يعني نهاية العالم! بل يعني أن عليك اكتشاف طريقة/خطة أفضل للدراسة والمذاكرة في المرة القادمة.
المشاكل داخل الجامعة بينك وبين منسوباتها من طالبات ودكتورات ومفتشات الأمن...الخ لن تعني لك شيئًا إذا كانت الجامعة جزءًا واحدًا من يومك وليس يومك كلها، هدفًا واحدًا من أهدافك وليست كلها.. 

لذلك أبحري في هذا العالم، وخارجه، وأبحري في ذاتك أيضًا.


3- هل نحن وحدنا؟
في السنة الأولى من الجامعة هناك شعور بالضياع.. ستكسبين الأصدقاء وتودعي بعضهم.. مو مهم.
المهم أن يكون لك مجموعة دعم من الزملاء لمساعدتك في رحلتك الجامعية، من المذاكرة وتنفيذ المشاريع والتكاليف المطلوبة منك، أو حتى على الأقل تذكيرك بالمواعيد المهمة في مادةٍ ما لم تلقي لها بالًا.
في هذه المجموعة ستقدمين العون، وستقبلين المساعدة بصدر رحب، على حدٍ سواء.
تذكري أن الهدف هنا هو النجاة، قد تستمر علاقتك بهذه المجموعة بعد الدراسة وقد تنتهي، حافظي على الود بينكم.. لكن لا تنغمسي.


4- فخ الإنتاجية
عليك أن تعلمي أن الإنتاجية خط متعرج وليس مستقيم، لعدة أسباب موسمية وفسيولوجية ونفسية..الخ.. ستمرين بأيام تشتعل فيها طاقتك حتى تكادين تصبحين منطادًا من الإنتاجية، وأيام أخرى يحترق فيها المنطاد ويسقط..
تصالحي مع هذا الأمر، ادرسيه جيدًأ: مالذي يبقيني بطاقة متزنة ومعتدلة؟ مالذي يسحب مني طاقتي؟.. وغيرها من الأسئلة
حين تراقبي معدلات الإنتاجية لديك وتضعين بالاعتبار العوامل المؤثرة على ارتفاعها وانخفاضها، وتستطيعين حينها توقع الفترات التي ستمرين فيها بالانخفاض وتستعدي لها جيدًا بحيث لا تؤثر على معدلك الدراسي بشكل كبير. (تذكري هنا أيضًا فائدة مجموعة الدعم)

5- اعتني بنفسك
يبدو الأمر بديهيًا، لكن في وقتٍ ما قد تتفاجئين بأنك لم تأكلي جيدًا منذ أشهر
أو أن صداعًا ظننته زائرًا خفيف الظل أطال إقامته في رأسك..
أو ان آلامًا غريبة بدأت تظهر على جسدك..
في وقتٍ ما في المستقبل، تحصدين نتاج العادات الصحية التي قمت ببنائها في هذه السنوات.
وتذكري إن إنتاجيتك تتأثر بشكل كبير بمدى اهتمامك بصحتك الجسدية والنفسية.
من الصحي أيضًا أن تدعي مجالًأ لأوقات الراحة، أوقات تقومين فيها باللاشيء..
ترى ما فيه شيء طاير.. العمر قدامك.

6- توسّطي، واستمتعي
اعلمي ياعزيزتي أن المقود بيديك، لن أقول لك أن هذه الرحلة رائعة وعظيمة ولن أقول أيضًا أنها مملة وبائسة
كل ما أستطيع قوله لك: ترى كلها كم سنة من حياتك، شدي حيلك، استمتعي قد ما تقدري، ولا تندمي على شيء.


خيريّة، تنصح خيريّة في الماضي.
الاثنين 29 أغسطس 2022
2:25 ظهرًا

تعليقات

مقالات فنية

من هو القيم الفني؟

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى