ألِف - الفصل الأول

 زميلتي "ألف" ممتعة،
حزينة جدًا أنها سوف تغيب عن المكتب لمدة 15 يوم ابتداءً من الغد
وستتركني وحيدة، مُثقلةً بمهامها وبحكايات المدير..

علاقتي مع ألف بدأت متوتّرة قليلًا،
فهي الزميلة الوحيدة لي في هذا المكتب بناءً على تأخر المدير المستمر
لن يخاطر أيّ منا بإظهار صفةٍ ما يملكها مما لا ينبغي إظهاره.

كنتُ حذرةً جدًا في اختيار كلماتي، وانتقاء الموضوعات التي أتحدث فيها كل يوم
سواءً في حديثي مع "ألف" أو مع غيرها من الأصدقاء على الهاتف
لكني عندما سمعت صوت الحذر يرتطم بالحائط وشاهدت "ألف" ترمي به غير مبالية..
قررت أن أكون الفائز الأول في مسابقة الرماية الجديدة التي صارت تسلينا في ساعات العمل الباهتة!
أصبح المكتب لا يجلب النعاس كثيرًا كالسابق، أصبحنا ننعس في الساعتين الأخيرة فقط.. حين يأتي المدير.

"ألف" تبدو فتاةً لطيفة ورقيقة، برغم موسيقى الميتال المُرعبة التي تستمع لها كل يوم!
في لحظة صفاء، ذكرت لي أنها "نسويّة حتى النخاع"..
لا أخفيكم أنني شعرت بالقلق قليلًا، لسببين:
أولهما، أني اتخذت من القلق هوايةً لي مؤخرًا
والآخر، ان مصطلح النسوية مشوّه جدًا في هذا الزمكان

لكن، حين تظاهرت بالانشغال أثناء استراقي السمع لمحادثات "ألف" على الهاتف كالعادة..
اكتشفت أن "ألف" ليست نسويةً متطرّفة، هي فقط تمتلك عقلًا مكتمل النضوج، لكنّها تحادث الأشخاص الخطأ.

حين لا نتحدّث عن دراما المكتب، نقوم أنا وألف بمشاركة الحلويّات، الأغاني، والنكات السخيفة..
سأفتقد "ألِف"، أتمنّة أن أستطيع كتابة المزيد عنها في المستقبل القريب.


خيريّة، تتمنى ألا تقرأ ألف هذه المدونة يومًا ما
الأربعاء 10 أغسطس 2022
10:00 صباحًا

تعليقات

مقالات فنية

من هو القيم الفني؟

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى