الوحدة والظن
تساءلت في صغري كثيرًا عن هوس الكبار بالوحدة،
ولفترة طويلة في حياتي.. ظننت أن الوحدة لا يشعر بها سوى من لا يستأنس بذاته.
ظننت أنني أن أحببت ذاتي بشكل كافٍ لن أشعر بالوحدة يومًا ما..
وتعلّمت مؤخرًا أن حبنا لذواتنا يشمل أيضَا قبولنا للحب من الآخرين، وإيمانا باستحقاقنا له.
مما تعلّمته أيضًا عن الوحدة، بالطريقة الصعبة..
هو أن الوحدة تكون قاتلة وموحشة لأنها تمتلئ بثقل الحياة،
مهما استأنسنا بأنفسنا، نحن بحاجة دائمة لوجود الآخر.. لدعمٍ لا ينقطع يساعدنا على التخفف من هذا الثقل.
لذلك نتألم كثيرًا حين نفقد من حولنا، وحين نبتعد عنهم.
شعور الوحدة يملأ الإنسان تواضعًا، ويجعله في بحث مستمر عن القوة بداخله
وهو يتنوّع باختلاف مسبباته..
أحيانًا أشعر بالوحدة لأن لا أحد يفهمني، لا أجد من يستطيع قراءة ما لم تستطع حروفي إظهاره
وأحيانًا أشعر بها عندما لما أجد يدًا تقدّم لي المساعدة، أو كتفًا أستند إليه
وغيرها من الاحتياجات التي نستطيع أن نقدمها لأنفسنا لكن لا زلنا نريدها من الآخرين شئنا أم أبينا.
في وقتٍ ما كنت أظنّ أن الوحدة أمرٌ حتميّ..
حتى قابلت أضدادها!
الثقة، القبول، الاحتواء، الألفة، الحبّ والأغاني.
أتمنّى أن أحبّ الوحدة مثلما أحبهم.
خيريّة، تسرق لحظة للاختلاء بذاتها في السيارة
الأحد 21 أغسطس 2022
7:00 مساءً
تعليقات
إرسال تعليق