رَشّ

 كلّما مشيت أكثر في الحياة،
وجدت من يقتلع الأشواك من حديقتي ليقدّم لي الورود..
من المُضحك أن شخصًا مثلي -لا يحب أن تقدّم له الورود- يستخدم مجازًا كهذا.
ربما لضآلة بحيرة المفردات التي أملكها هذه اللحظة.

والمُحزن، أن كل شخص يدخل إلى حديقتي حين يصبح مرهقًا يخرج منها مليئًا بالجراح..
فإن الشوك لو علمتم كثير، مهما كانت الرائحة هنا زكيّة ولطيفة.

أخاف أن يكون "رَشّ" من هؤلاء..
حذّرني رَشّ، قال لي أنه ملول..
البارحة، تمنّيت لو أن كلامه كان صحيحًا.

عهدت رَشّ دائمًا ممتلئًا بالحياة، عيناه تملكان بريقًا لم أعد أراه في وجوه الناس
بالرغم من ما فيهما من ظُلمة، لم يخف يومًا من النظر في عينيّ.. إلا لحظة الفراق.

لا يوجد في هذه الحياة ما أجيده بامتياز سوى الرحيل،
الهرب،
الإقصاء،
المحو والنسيان..

لكن يبدو أن قدرتي الخارقة هذه أصبحت تتلاشى،
تزامنًا مع فقداني لمخزوني من الشوك والورد..
هل أصبحت أكثر رقةً عبر السنين؟

حاولتُ اليوم الهرب من الكتابة، خوفًا من لفظ اسم "رَشّ" الحقيقيّ سهوًا مني في المدوّنة.
أريد التوقّف عن كتابة هذه التدوينة، ولكن لا أريد أن أتركها.


خيريّة، تخسر في لعبة الفراق.
الثلاثاء 16 اغسطس 2022
10:20 صباحًا

تعليقات

مقالات فنية

من هو القيم الفني؟

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى