إلى متى يا أغسطس؟

 أغسطس شهرٌ مرهق، يكاد لا ينتهي
كل يوم في أغسطس يبدو الاستيقاظ من النوم فكرة ثقيلة
وكل ليلة يزداد الخلود إلى النوم صعوبةً..

في هذا الشهر سمعت الكثير من الأخبار،
كل أسبوع كان هناك حدث جديد، وحالة وفاة أخرى.

في هذا الأسبوع تبدّلت وظيفتي،
انضممت أخيرًا إلى صديقي فيصل في الكتابة لأجل الرأسمالية
عليكم أن تعلموا يا أصدقاء أنني عميلٌ مزدوج، وأنني أعدكم بهدم النظام من الداخل
وغيرها من الوعود التي أستخدمها دفاعًا عن تركي لحياة البوهيميّة والعمل الحرّ..

اتركوا هذه الأفكار الفارغة المحبطة!
هل تعلمون أن مكتبي الجديد لونه أبيض؟
وأنني لا أشعر بالرغبة في النوم تحته كل يوم؟
وإن إضاءة المكتب ذهبية وخافتة ولا تذكرني بموعدي الذي يجب أن أحجزه في عيادة الأسنان!!
سبحان الله.. فين كنا وفين صرنا

طيب هل تعلمون أن زميلاتي يقدّمن لي القهوة؟
بخلاف زميلي السابق "آش" الذي كان ينتظر وقت الغداء كل يوم ليمسح ما بقي من طعام على مكتبي..
لم أذكر "آش" من قبل صحيح؟ كان الأمر مثيرًا للشفقة بشدة لدرجة أنه تصعب حكايته للآخرين.

دعوني أحكي لكم قليلًا،
"آش" عجوزٌ بريطانيّ، يعمل في مجال صعب، لذلك يتقاضى راتبًا لا أحلم به، مع ذلك..
يستغلّ آش كرم أخلاق أهل هذه المدينة الطيّبة بحجة إرساله المال إلى ابنته التي تدرس في الخارج
يشمل هذا كل ما يشتهيه آش من الطعام الذي يعلو مكاتب الموظفين وغرف الاجتماعات
وما تتركه سهوًا من حلويّاتك في الثلاجة، وما يفيض من قطع كعكات الاحتفال بشتى المناسبات
وأن تدعو آش إلى الغداء والوجبات الخفيفة وأن تقوم بتوصيل آش إلى منزله كل يوم.. أو أي طريقة أخرى قد يستفيد بها منك.
في المقابل يقوم آش بإلقاء بعض النكات وبعضًا من الغيبة والنميمة لتسليتك أثناء العمل.

لكن اتركوا آش الآن، دعونا نتحدّث عن العنصر النسائي في مكتبي الجديد
بخلاف عملي السابق، يمتلئ المكتب هنا بالزميلات!
"راء" و"سين" هما المفضلتان لدي، 
قد يكون السبب أنهما أحضرتا لي القهوة البارحة، وهنا يبدو أن ثمن إعجابي رخيص جدًا.


خيريّة، تنتظر شهر سبتمبر
الاثنين 29 أغسطس 2022
9:25 صباحًا

تعليقات

مقالات فنية

من هو القيم الفني؟

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى