مهلًا وسهلًا
"مهلًا"، كلمة تفيض بالرِقة في رأيي..
في قصيدة "لقد كنت يومًا ما رجلًا"، تخيّلت دائمًا أنني كنت رجلًا يركض باستمرار
في بحثٍ وجهد، هربًا من الأسئلة..
نمط الحياة البطيء يستهويني هذه الفترة،
برغم هجرتي إلى أكثر المدن حركةً وسرعة في المملكة..
لكنني كما أؤمن بالبطء، أؤمن أيضًا بالوفرة والسعة!
فإذا كانت الدنيا واسعة وممتلئة، لماذا يجب أن أركض دون توقّف؟
بعيدًا عن المجازات، أنا أحب الركض.. أحب عندما تتحرّك قدماي بشكلٍ لاواعي.
لكن إن كنت لا أتوقّع من هذه القدمين أن تتحرك دائمًا بنفس السرعة،
لماذا أطلب من نفسي أن تواجه هذه الحياة ركضًا على نفس الإيقاع؟
لماذا أتوقع أنني سوف أمشي دائمًا في نفس المسار؟
أحب البطء، أحب الاعتقاد بأنني أملك كل الوقت في العالم
الوقت ثروة، وهو يتغيّر بما يتغيّر فينا..
كنت أحمل شعارًا أنا وصديقي آدم حين نهمّ بفعل أي شيء بشكل مباغت:
"ورانا شيء؟ ما ورانا شيء."
لماذا قد امشي في هذه الدنيا بينما أخاف شيئًا وراء ظهري؟
إن الأهداف في المستقبل، تنتظرنا.. وإن حددنا لها موعدًا فنحن نستطيع تحديد مرةً وأخرى.
أحب أن أستيقظ على مهل،
أن أملك رفاهية النظر إلى وجهي في المرآة، وأن أفكر في الجملة التي أريد أن أقولها لنفسي اليوم
أن أصنع طعامي على مهل، بينما أستمع لأغنية تليق بصباحي..
أن أحدّق في الفراغ بينما أنتظر الماء المغليّ الذي سيصنع قهوتي..
أي خيريّة سأكون اليوم؟
أيّ الأصوات ستخرج منّي؟ وأيّ الأفكار سوف أتبنّى؟
كيف سيكون إيقاعي؟ وكيف ستتناغم الحياة معه؟
إذا نظرنا إلى الساعة باستمرار، ستمضي الحياة دون أن نشعر بها..
قد تعتقد إن ما أقول مجرّد شعارات لا تمت للواقع بصلة!
"ماذا تقول خيريّة؟ ماهذه الرفاهية التي تتحدث عنها؟ والله إنها فاضية ورايقة.."
ما أقوله أن هذا الوقت الذي أستحقّه، لن أسرقه خلسةً من الحياة
سآخذه بقوّة وأنا أنظر إلى هذه الحياة في عينيها.
لأني أريد أن أتذوّق طعامي ومنامي تمامًا بلا نقصان،
وأريد أن أشعر بكل لحظةٍ أقضيها مع من أحب،
وكل قطرة عرق تنزل منّي حين أتعب،
وكل نفسٍ يخرج مني حين أرتاح..
لن أجري مع الحياة، الحياة سوف تتبعني.
خيريّة، تمشي على مهل.
الأحد 14 أغسطس 2022
10:21 صباحًا
تعليقات
إرسال تعليق