المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2025

صفحات النّهار - الصفحة الثالثة عشر

 تقول لوكا: "يسألني الليل أين الرفاق؟"، لا أرى الليل شخصًا، لكن أراه حيًا، أرى أنه ربما له أفكار ومشاعر، وأشياء أخرى لا نمتلكها نحن. أعتقد أن من السخرية أن يعتقد الإنسان أن كلّ كائنٍ حيّ هو بالضرورة يشبه الإنسان، تحدثت من قبل مع شخص -لندعوه بابّاي-، عن علاقة الإنسان بما حوله، الحيوان تحديدًا، كيف يتقزّز الإنسان أو يخاف من بعض الحيوانات، يقول بابّاي: غالبًا ما يحصل ذلك عندما يكون مظهر هذا الحيوان أو ملامحه بعيدة كل البعد عن الإنسان.  الإنسان دائمًا ما حارب كل شيء لا يشبهه، وما لا يعتاد عليه.. في البداية على الأقل.. حتى يكتشف أن الكائن الآخر غير مؤذ.. أليس مضحكًا؟ أن هذه الأزمة لا زالت موجودة منذ بدء البشرية؟ كل الخلافات حول الاختلاف.. مضحك وبائس صراحة، أننا ما زلنا نجري حوارات ونقاشات حول من/ما لا يشبهنا وما إذا كان له حقوق، وينبغي أن نثبت دائمًا وأولًا قبل شيء أنهم "مثلهم مثلنا" ليستحقوا ما لهم من حقوق.  فين رحت أنا؟ تيّار الآن يغنّون في أذني أغنية "المكتوب"، أخبرت صديقًا مرة. لا فن على وجه الأرض يهزم فن الأداء. كلّ لوحاتكم وأعمالكم التركيبية ومنحوتاتكم وق...

صفحات النّهار - الصفحة الثانية عشر

 أيهم تحب أكثر؟ الانفصال أم الوهم؟ لنضعهم على كفتي الميزان. كيف تحب قهوتك؟ داكنة أم بالحليب؟ أم محلّاة بالسكر؟ في هذه الصفحة أود أن أزعم أنني إنسانة واقعيّة. أعتقد أنني واقعيّة بشكل جزئي، أرفض الواقع أحيانًا. ما الفرق؟ بين أن تأخذ كل شيء كأنه أمر مسلّم به، وبين أن تعترف به وترفضه.. كلّ شيء اصبح مسلّم به حتى صار مقبولًا. كلّ شيء مقبول، حتى صار لطيفًا وإيجابيًا. بالأمس، سمعت شخصًا يتحدّث عن عمل فنيّ ويقول: "كان من الممكن أن يكون أسوأ". حزنت، أصبح المعيار للفن هو "ألا تكون الأسوأ". صديق لي يعمل على كتابة فيلم مع فريقه، عرض الفكرة على لجنة في برنامجٍ ما لدعم الأفلام، قالوا له: "حلو، بس كبف نضمن إن فيلمك ما يكون زي فيلم الخطّابة". أرفض أن يكون الأسوأ هو المقياس. لم لم يكن السؤال: "كيف ستجعل هذا الفيلم هو الأفضل هذه السنة؟".  هل لي أن أدع عقلي لا يفكّر للحظة؟ اليوم أشعرني الناس في الخارج بعدم الراحة، سائق أوبر، النادلة في المقهى مديرها.. صراحة.. بعد إفطار سريع غالي الثمن، أعتقد أنني سأعود إلى المنزل بعد كتابة هذه الصفحة. ربما أخرج للعمل في المساء. البا...

صفحات النّهار - الصفحة الحادية عشر

 أكتب لكم هذه الصفحة من غرفة بها ما يقارب الثلاثين شخص، يحضرون نفس الاجتماع على أجهزتهم، كم أتمنى لو يصمتون جميعًا، أو يذهبوا إلى المنزل، أشعر أنهم يصرخون طوال الوقت ولا يقولون شيئًا جديدًا. كل ما يقولونه لا يبدو مهمَا بالنسبة لي. بالأمس، سألتنا صديقة: "إن كنتم عالقين في جزيرة، ما الذي قد يدفعكم للبقاء؟ هل هو النجاة والخروج من الجزيرة؟ أو النجاة والبقاء في الجزيرة؟" كل ما فكرت فيه حينها، أنني أريد البقاء في الجزيرة، تخيّلت صوت الأمواج وهي تزور الشاطئ، وشعور الرمل يلامس قدمي، وهواء خفيف يحرّك شعري، وسعف النخيل يتراقص في تناغم.. سيقول أحدكم، يبدو أنك تحتاجين إلى أجازة، وأقول: هذا مو موضوعنا، ممكن نركّز شوية؟  ما هو "المهم"؟ إذا كان كل شيء هنا ليس مهمًا.. استيقظت اليوم في مزاجٍ غريب، ولا زلت في مزاجٍ غريب، أتظاهر بالعمل بينما أكتب هذه الصفحة.  ما هو المهم؟ ماذا يهمني اليوم؟ بصراحة.. يهمني أن أجد الأغاني المناسبة لمزاجي اليوم، يهمّني أن أجد طيرًا لا يخاف مني عند مواقف السيارات، وغرابًا لا أخاف منه.  يهمني أن أجد مكانًا أختبئ فيه، أن أجد قصةً ممتعة! تستحق أن أستمع لها! أ...

صفحات النّهار - الصفحة العاشرة

 مبروك يا أصحاب! وصلنا الصفحة العاشرة! ما أعرف ليش رقم 10 مرة مهم، أذكر أنّ جورج كارلين حكى عن الوصايا العشر مرة، وقال أنها ليست بحاجة أن تكون عشر وصايا.. قال بأن رقم 10 مبالغ فيه.. وحذف بعض الوصايا، وبالغ هو أيضًا وجعلها وصيّة واحدة.. هل ستؤمن بدين له وصيّة واحدة؟ لا أعتقد.. عمّ نريد أن نتحدّث اليوم؟ أعتقد يا جماعة أن الكاتب لا ينبغي أن يكون ثرثارًا، أو ينبغي؟ لا أعرف، ألاحظ أني لا أكتب كثيرًا عندما أثرثر عن ما يدور في بالي. أكتب أكثر عندما لا أجد الفرصة للحديث. ما الفائدة من صفحات النّهار؟ أقوم بها منذ ديسمبر أعتقد، ولم تساعدني على البدء في كتابي الذي أريد أن أكتبه.. كنت أتعذر بأنها ربما قد تساعدني على "تنمية عضلة الكتابة" لدي، أو بالأحرى: تصحّيها. لكن أليست العضلة مستيقظة؟ فكّرت الآن، ربما.. أبدأ بكتابة المسودّات بدلًا من صفحات النّهار.. مثلًا؟ قاطعت هذه الفكرة مديرتي وهي تتّصل، غالبًا لأن رسائل الواتساب لا تصلني، لأني أغلقت الإشعارات. ما الفائدة من اختيار يوم الأجازة إن كنتِ ستتصلين بي في كلّ الاحوال؟ ما علينا، قبل رحلتي إلى جدة، قلت: "حقعد كم شهر في جدة، فرصة! أخلّص...

شريطة سوداء

 وصلتها هدية مغلّفة، بشريطة سوداء، فتحتها بسرعة، صُدمت مما في داخلها! كانت هدية غريبة، غير لائقة! خبّأتها فورًا لكي لا يراها شخصٌ آخر في المكتب. يا تُرى؟ من قد يرسل لها شيئًا كهذا؟ أهي صديقتها تمازحها؟ ما هذا المزاح! لم يكن الأمر منطقيًا. عادت إلى عملها بصعوبة، كيف لها أن تركّز؟ شعرت بالإهانة قليلًا، شعرت أن من أرسل لها هذه الهدية يعلم أنها وحيدة وأراد أن يذكّرها بذلك. حاولت طرد هذه الأفكار، لكن هذه الفكرة المخيفة كانت احتمالًا ألطف بكثير، من أن يكون المرسل رجلًا مريضًا يعتقد أنها طريقة جيّدة لمغازلتها. قاطع مديرها صوت أفكارها "لمي أغراضك، بتروحي عند العميل". قالها وهو ينظر إلى هاتفه ثم ابتعد عن مكتبها وذهب ليخرّب يوم شخصٍ آخر.  "مو وقته"، قالت وهي تجمع أغراضها وتخبئ الهدية داخل حقيبتها. لم يكن الأمر سيئًا عندما ذهبت إلى العمل في مكتب العميل، الكل كان لطيفًا وبشوشًا، محافطين قليلًا.. كان ذلك مقلقًا وساخرًا أيضًا بالنسبة لها، ماذا لو عرفوا عن الهدية في حقيبتها؟ في الواقع، الهدية ليست بذاك السوء، سيشعر المحافظون والزنادقة بغرابتها على حد سواء. قد لا يكون الأمر أخلاقيً...

صفحات النّهار - الصفحة التاسعة

 ما الذي قد تموت من أجله؟ أعرف أن سؤالي كئيب قليلًا، أنا لست في أفضل حالاتي اليوم.. ربما لم أمتلك الفرصة لأواجه مشاعري في الفترة السابقة.. بالأمس رأيت "رشّ"، مع أخرى. لم أره منذ جرح قلبي قبل عام. كان يبدو مختلفًا بالأمس، يبدو.. رجلًا آخر! بصراحة.. يبدو عليه بعضًا من الخبث، ولا أقول هذا لما أحمل في قلبي عليه من عتب.. إنما، عيناه! تغيّرت! هل أكتب هذا الهراء لأهرب من كتابة مقالتي المنتظرة منذ الأزل؟ أم لأهرب من قائمة المقترحات التي أردت أن أجهّزها اليوم لأستعدّ لعملي غدًا؟ أكره "رشّ". لماذا فعل ذلك؟ أسأل "لماذا" كثيرًا.. أستطيع أن أحزّر الأسباب، ربما كنت قاسيةً عليه، أنا قاسية أحيانًا.. أو ربما أغلب الأحيان. صديق لي في لحظة غضب قال:" لن يبقى بجانبك أحد"، غضبت حينها، قلتله "أحسن!". سامحته الآن، لكن لم أنسى. ألم يكن قاسيًا أيضًا؟  "لا شيء يعجبني.. أريد أن أبكي" جمل بسيطة جدًا، تكاد تكون طفولية.. أعزائي القراء، لا أعرف ماذا أريد أن أقول في هذه الصفحة اليوم، سامحوني، أنا ملخبطة. أشعر بشيء ثقيل على صدري. أشعر أن قلبي مفتوح، مثل العملي...

صفحات النّهار - الصفحة الثامنة

 يبدو أنني وعدتكم بصفحة في أول يناير، أليس كذلك؟ انسوا الموضوع، يناير بدأ حامي. أخبرت صديقة جديدة من لبنان أننا نقول كلمة "حميّة" بمعنى سرعة الانفعال، أذكر صديقًا آخر يكرّر جملة "حار أنا!" طريفة إن سمعتها بلهجته الحجازيّة المدينيّة. المهم، يناير..  ما أخذت نفس، لكنني لست مضطربة، يناير يبدو لطيفًا حتى الآن، صديقة لي أيضًا أخبرتني أنها لا تحكم على عامها الجديد قبل السابع من يناير، لأنه قد "لسعها" من قبل، لذلك تنتظر للثامن من يناير حتى تحدّد مشاعرها تجاه العام. أكتب لكم هذه التدوينة وأنا أنتظر معالجتي النفسية أن تنضمّ للجلسة، بعدما سحبت عليها الأسبوع ماضي، وسحبت هي أيضًا الأسبوع الذي قبله. ماذا يحصل لنا يا آنيتّ؟ هل ستتركيني في السنة الجديدة؟ أمزح.. كلنا مشغولون. آنيتّ امرأة ملهمة صراحة، أتمنى أن تكون بخير.  لا أعلم ماذا أقول في هذه الصفحة، قرأت منشورًا على انستقرام قبل يومين، يتحدث عن القرن الـ"Anit-social"، كيف نعرّبها يا متعلمين يابتوع المدارس؟ غير اجتماعي؟ معادي للاجتماع؟ لا-اجتماعي؟ أترك لكم هذا القرار الصعب. المهم، يخصّ المنشور المجتمع الأمر...