صفحات النّهار - الصفحة الثانية عشر
أيهم تحب أكثر؟ الانفصال أم الوهم؟ لنضعهم على كفتي الميزان. كيف تحب قهوتك؟ داكنة أم بالحليب؟ أم محلّاة بالسكر؟ في هذه الصفحة أود أن أزعم أنني إنسانة واقعيّة. أعتقد أنني واقعيّة بشكل جزئي، أرفض الواقع أحيانًا. ما الفرق؟ بين أن تأخذ كل شيء كأنه أمر مسلّم به، وبين أن تعترف به وترفضه.. كلّ شيء اصبح مسلّم به حتى صار مقبولًا. كلّ شيء مقبول، حتى صار لطيفًا وإيجابيًا. بالأمس، سمعت شخصًا يتحدّث عن عمل فنيّ ويقول: "كان من الممكن أن يكون أسوأ". حزنت، أصبح المعيار للفن هو "ألا تكون الأسوأ". صديق لي يعمل على كتابة فيلم مع فريقه، عرض الفكرة على لجنة في برنامجٍ ما لدعم الأفلام، قالوا له: "حلو، بس كبف نضمن إن فيلمك ما يكون زي فيلم الخطّابة". أرفض أن يكون الأسوأ هو المقياس. لم لم يكن السؤال: "كيف ستجعل هذا الفيلم هو الأفضل هذه السنة؟".
هل لي أن أدع عقلي لا يفكّر للحظة؟ اليوم أشعرني الناس في الخارج بعدم الراحة، سائق أوبر، النادلة في المقهى مديرها.. صراحة.. بعد إفطار سريع غالي الثمن، أعتقد أنني سأعود إلى المنزل بعد كتابة هذه الصفحة. ربما أخرج للعمل في المساء. البارحة كان فمي مليء بالكلمات، وعقلي سينفجر من الأفكار.. لا أعلم لم لا أستطيع إخراج أي شيء منه على هذه الصفحة. ظننت أن هذه الصفحة ستكون طويلة جدًا.. يبدو أن هذا القرار ليس بيدي.. حنشوف.
تعليقات
إرسال تعليق