واحد، اثنين، ١٥!
اليوم الأوّل أخرجت يدها من حقيبتها، تحمل دواء الحساسية وكأنه درع ضد خليط الروائح العالقة في الأقمشة التي تحيطها من كل مكان. شعرت بغثيان شديد، عندما همّت بوضع الحبة في فمها، مدّت يدها الأخرى لتحضر قارورة الماء، فلم تجدها، ظلت توزّع نظراتها بين المكان تبحث عن القارورة، ثبتت سمّاعة الهاتف على أذنها وقالت: "ماما دقيقة، بدوّر القارورة" "كل شوية تضيّعي أشيائك، أخوك جابها لك من اليابان!" "أعرف أنه جابها من اليابان، قاعدة أدور!" بعدما جالت صفاء المكان كاملًا متبعة مسارًا متشعبًا تعتقد أنها مشت فيه، لأخذ صور كافية لتقتنع أن تصوير الفعاليات تمرين جيّد لها كمصوّرة، وتحدّي لم تكن لتفعله داخل منطقة الراحة. أخيرًا، قرّرت أن تستسلم وتشتري ماءً من المقهى قبل أن تذوب حبة الدواء في يدها وتذوب خلاياها الدماغية التي لم تقتنع بتلك الأفكار. "لو سمحتي، ايش حتطلبي؟"، تفاجأت صفاء بوكزة من غريبة وهي تتأمّل قائمة المشروبات. "ايش؟" ردت صفاء وهي تتساءل إن كانت قد سمعت سؤال الغريبة خطأً بسبب الضجيج، وعما إذا كان هذا الكم من مستحضرات التجميل على وجهها مؤلمًا لخلايا ...