المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2023

واحد، اثنين، ١٥!

اليوم الأوّل أخرجت يدها من حقيبتها، تحمل دواء الحساسية وكأنه درع ضد خليط الروائح العالقة في الأقمشة التي تحيطها من كل مكان.  شعرت بغثيان شديد، عندما همّت بوضع الحبة في فمها، مدّت يدها الأخرى لتحضر قارورة الماء، فلم تجدها، ظلت توزّع نظراتها بين المكان تبحث عن القارورة، ثبتت سمّاعة الهاتف على أذنها وقالت: "ماما دقيقة، بدوّر القارورة" "كل شوية تضيّعي أشيائك، أخوك جابها لك من اليابان!" "أعرف أنه جابها من اليابان، قاعدة أدور!" بعدما جالت صفاء المكان كاملًا متبعة مسارًا متشعبًا تعتقد أنها مشت فيه، لأخذ صور كافية لتقتنع أن تصوير الفعاليات تمرين جيّد لها كمصوّرة، وتحدّي لم تكن لتفعله داخل منطقة الراحة. أخيرًا، قرّرت أن تستسلم وتشتري ماءً من المقهى قبل أن تذوب حبة الدواء في يدها وتذوب خلاياها الدماغية التي لم تقتنع بتلك الأفكار. "لو سمحتي، ايش حتطلبي؟"، تفاجأت صفاء بوكزة من غريبة وهي تتأمّل قائمة المشروبات. "ايش؟" ردت صفاء وهي تتساءل إن كانت قد سمعت سؤال الغريبة خطأً بسبب الضجيج، وعما إذا كان هذا الكم من مستحضرات التجميل على وجهها مؤلمًا لخلايا ...

ليش احنا مرهقين طول الوقت؟

الحياة عبارة عن خيارات، الموضوع مو مثالي، هي حقيقة. بعكس الصورة العامة في أذهاننا عن الشخص الناجح "الشخص المشغول اللي ما عنده وقت وقاعد يسوي أشياء مرة كثير ومتوتر وجواله بس يدق"، لو انت ناجح فعلًا، حتقدر تكون مشغول بالحياة أحيان، وبنفسك أحيان. الهرجة أولويّات، طاقة، وقت، إمكانيات، روتين، والأهم: المنظور. خليني أشرح لك.. الأشياء اللي نفسك تحققها الآن أحجامها مختلفة، كل وحدة منهم تحقّق لك شيء مختلف، صنّفها صح بعضها كبيرة وثقيلة، بس مو شرط تاخذ وقتك كلها، غالبًا فيه وقت لأشياء ثانية وبعضها صغيرة، لكنها مهمة جدًا، لكنك تتجاهلها لأنك مشغول فكريًا بالأشياء الثقيلة هدفك في كل هذا مو تحقيق كل شيء، هدفك التوازن. أنت تمتلك وقت، صرف هذا الوقت يتطلب إمكانيّات معينة، وترتيب للأولويات، وخلق عادات جيّدة تبغى تحافظ عليها. ويتطلب طاقة متوازنة تساعدك على تحقيق الأشياء اللي تبغاها في الوقت اللي تمتلكه، وهذه الطاقة تتأثر بمنظورك لها. بمعنى" منظورك للأشياء وتصنيفها كلها كـ"مهام لازم أخلصها"، ما حيساعدك تتوازن، حيثقلك أكثر. في آخر جلسة "كاسة شاي" مع صديقي أحمد، تحدثنا عن ا...

تدوينة صباح الأحد

 كيف نبدأ الأسبوع؟ أسأل نفسي كل أحد.. ليلة السبت دائمًا ثقيلة، أذكر فيها ما حدث خلال الأسبوع وأحاول تذكّر ما يجب أن أفعله في أسبوعي الجديد "صاحي من زمان"، هذا ما قاله صديقنا الراهب فاقد الرأس في أغنيته "أبغى أنام" أشعر فعلًا أني "صاحية من زمان" هذه الجمل هي ما يشدّني إلى الموسيقى البديلة! أخيرًا هناك بعض المواضيع الأخرى التي قد تتحدث عنها الأغاني العربية! كم أتمنى أن يكون هناك شعر عن يوم الأحد، عن الماء الذي لا نشربه عن زينة النساء، وملابس الرجال، عن زحمة الرياض، وبلاهة المدراء.. أي شيء غير الحب والجراح والفراق والألم. هذا ما يجعلني أيضًا أستهلك محتوى اليوتيوب أكثر من الأفلام والمسلسلات وهذا ما يجعل بعضًا من الناس الذين لا نفهمهم يستمعون إلى حلقة بودكاست ذات ٣ ساعات هناك ما يُحكى في هذا العالم ويتسلّى به غير قصص الحب والزواج وإنجاب الأطفال مشاهدة المسلسلات تشعرني بالوحدة، لا أحتاج المزيد من هذا الشعور لكن من الجميل أن نتذكّر الوحدة، كما قالت جيما سبيغ في بودكاست "سيكولوجية العشرين" الوحدة تذكّرنا بأننا كائنات اجتماعية، وأن علينا القيام ببعض الجهد...

اكسري كل شيء

 اعتدت الكسر، الهدم، ثم البناء لا شيء يمسك بأطرافي، لكن خيوط كل شيء تلتفّ حول أصابع يديّ العشرة لا يمتلكني شيء، ولا أحب الامتلاك الخوف هو ما يجعلنا نتمسّك أو نفلت قد نحمل في مخيلتنا ثقل أسوأ نهاية محتملة وقد لا نرى سوى الظلام فيما نجهل هل أنا خائفة؟ هل أريد استعجال النهاية لأرى ما هو محتوم؟ اعتدت الانسحاب، من أي لعبة خاسرة أنسحب متأخرة أحيانًا، لكن لم أندم قط. متى نكفّ عن المحاولة؟ من الصعب تمييز الوقت الذي يُحمد فيه الاستسلام أودّ المشي على الحائط، وإيقاف الروائح من الانتشار إيقاف الزمن للحظة أستطيع فيها سرقة ما أردت من النوم أودّ أن أرى في عينيك ما سيحصل لنا أودّ أن أرى في عينيّ في المرآة ما سأكون. أنا في سنّ حرج، حين يكثر البناء ويكثر الهدم لذلك أنا مرهقة جدًا، وشجاعةٌ جدًا، وقويّة جدًآ، وضعيفة جدًآ. صديقي المحتمل، ابن لي بيتًا في قلبك لعلّي أستريح قليلًا، ثم أقف مرة أخرى مستعدةً للقتال. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خيريّة، تتناسى الخمس صفحات المتبقّية في ملف الترجمة. الأربعاء ١٧ مايو ٢٠٢٣ ٤:٤٤ عصرًا