ليش احنا مرهقين طول الوقت؟

الحياة عبارة عن خيارات، الموضوع مو مثالي، هي حقيقة.
بعكس الصورة العامة في أذهاننا عن الشخص الناجح "الشخص المشغول اللي ما عنده وقت وقاعد يسوي أشياء مرة كثير ومتوتر وجواله بس يدق"، لو انت ناجح فعلًا، حتقدر تكون مشغول بالحياة أحيان، وبنفسك أحيان.

الهرجة أولويّات، طاقة، وقت، إمكانيات، روتين، والأهم: المنظور.
خليني أشرح لك..
الأشياء اللي نفسك تحققها الآن أحجامها مختلفة، كل وحدة منهم تحقّق لك شيء مختلف، صنّفها صح
بعضها كبيرة وثقيلة، بس مو شرط تاخذ وقتك كلها، غالبًا فيه وقت لأشياء ثانية
وبعضها صغيرة، لكنها مهمة جدًا، لكنك تتجاهلها لأنك مشغول فكريًا بالأشياء الثقيلة

هدفك في كل هذا مو تحقيق كل شيء، هدفك التوازن.

أنت تمتلك وقت، صرف هذا الوقت يتطلب إمكانيّات معينة، وترتيب للأولويات، وخلق عادات جيّدة تبغى تحافظ عليها.
ويتطلب طاقة متوازنة تساعدك على تحقيق الأشياء اللي تبغاها في الوقت اللي تمتلكه، وهذه الطاقة تتأثر بمنظورك لها.

بمعنى" منظورك للأشياء وتصنيفها كلها كـ"مهام لازم أخلصها"، ما حيساعدك تتوازن، حيثقلك أكثر.

في آخر جلسة "كاسة شاي" مع صديقي أحمد، تحدثنا عن المتعة، وذكر أحد الأصدقاء مسألة مثيرة للاهتمام:
ذكر أن المتعة بالنسبة له هي سلسلة من الأمور الصغيرة اللي يسويها خلال اليوم ليحافظ على هرمونات السعادة عنده.

ليش هذه الجملة مثيرة للاهتمام، لأنك لو سألت شخص آخر، ممكن يقول لك: "أنا ما أفكر في المتعة، المتعة امتياز أحصل عليه في نهاية الأسبوع وقد لا أحصل عليه" أو "ما عندي وقت أستمتع أنا إنسان جدي" أو "أستمتع لما أسافر بس"

لكن صديقنا صاحب الجملة المذكورة، يستمتع كل يوم! ببساطة، ما يكبّر الموضوع.

نرجع لموضوع الطاقة والإرهاق،
الإرهاق نتيجة لضعف مراكز/مصادر الطاقة المختلفة عندنا أو استنزافها،
جزء منها جسدي، مثل: شرب الماء، حركتنا خلال اليوم، الاتصال الجسدي، النوم، المنبّهات، النيكوتين، السكّر، التغذية بشكل عام.
وجزء منها عقلي: العمل، التخطيط، التعلّم، الأفكار الإيجابية والأفكار السلبية.
وجزء منها روحي/نفسي: التواصل الاجتماعي، الحب والعلاقات، المتعة، ممارسة الهوايات، الاتصال مع الذات، الشعور بالإنجاز.

هذه المستويات ممكن ما تصير متساوية أبدًا، لكن مصيبة لو تجاهلت واحدة على حساب الأخرى.
كلها مهمّة، وكلها لو تأملتها تؤثر على بعضها، إذا اهتمّيت فيها كفاية، حيقلّ شعورك بالإرهاق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خيريّة، تشارك تأمّلاتها.
الثلاثاء 23 مايو 2023
1:21 ظهرًا

تعليقات

مقالات فنية

من هو القيم الفني؟

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى