المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2022

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى

  لماذا تأخرت القهوة؟ أشعر بالملل.. دخلَت! سأقول لها شيئًا هذه المرة! فرصتي الآن، قبل أن تطلب قهوتها.. قد أبتاع لها هذا الكوب، ماذا أقول؟ "هذه المرة عليا"؟ ما هذه السخافة! "فلات وايت صح؟" لا! ستظنني أحمقًا يراقبها منذ زمن ولن تعود إلى المقهى وأنا فعلًا أحمق وأراقبها ولكن لا ينبغي أن تعرف ذلك.. ياترى هل هي تراقبني أيضًا؟ لعن الله غبائي، طلبَت قهوتها.. لا بأس، ستأتي فرصة أخرى! المهم أنها لن تخرج اليوم دون أن تسمع صوتي وتعرف اسمي.. وصلت قهوتي، هل أنتظرها تجلس ثم أجلس على الطاولة المجاورة لها؟ الرسمة على القهوة تميل إلى اليسار قليلًا.. لا أحب عملًا غير متقن. أود أن أبقى واقفًا بقربها وهي تنتظر قهوتها، قد تكون هذه فرصتي الآن! رائحتها جميلة كالعادة، هل أسألها عن عطرها؟ يكاد وشاحها الأحمر يلامس أطراف يدي، القهوة باردة قليلًا.. هل أعيدها؟ أم أنني أطلت الوقوف؟ أبدو غريبًا الآن، لا بد أن أجلس على طاولة بسرعة الطاولة التي في الزاوية تبدو خيارًا جيدًا، أينما جلست سوف تراني. كيف سأركّز في قراءة كتابي الآن، دقيقة؟ أي كتابٍ أحضرت؟ أتمنى أن لا يكون عنوانه غبيًا.. "هكذا تحدث زر...

أترك قميصي

أترك قميصي، دعني أركض بحثًا عن شبح توقّف عن النظر في عينيّ، لا أحتمل لن أعطيك ما تريد، لن أقولها مباشرةً دعها تختبئ بين مضامين الكلام دعني أنكر ما ترى منّي تارةً وأعترف به تارةً مرجئًا أسبابه إلى تصادم الكواكب دعني أسكن الماضي وأجعل منه مبرًرا لمن أكون الآن دعني أخبر معالجي بكل شيء وأرمي كل ما يخبرني به عرض الحائط من هذا المعالج؟ لا يفهم شيئًا.. لنبحث عن غيره! أنا أعرف من أنا، لا أحد يعرفني أنا أقول ما أفعل، عندما يخدم صورتي أمامك وأفعل ما أقول حين يخدم رغباتي أنا عبدٌ مأمور لآلامي كلماتي القاسية خلفها نوايا طيّبة أنت لا تعلمها وإن لم تصدّقني، فإن قسوتي مبرّرة! لا تمنطقني، فأنا عاطفيّ وعفويّ لا تفهمني خطأً،  أنا أبحث عن السلام الداخلي مثلك أيضًا أمارس التأمل واليوغا وبعض الهوايات بين حين وآخر.. أغوص في داخلي دائمًا، بحثًا عما يسكت الجلّاد لأحنو على نفسي قليلًا. لم لا تحنو عليّ أنت أيضًا؟ لم تحاكمني؟ أتودّ أن تحكمني؟ كم أنت قاسٍ أتركني وحدي، أنا لا أحتاجك أحتاج يدًا تطبطب، لسانًا حلوًا، قلبًا مفعمًا بالحنان أنا ذاهب، أترك قميصي.

حقائب الأشعار

 كذبوا ياصديقتي وكذبنا، قالوا ما قالوا عنه وقلنا.. ليس له وجود! بل إنهم على انعدامه يعيشون، لو كان موجودًا لاختاروا العدم لأنفسهم، وربما قد فعلوا. لنتوقف يا صديقتي عن زيارة أرض خضراء نحملها في قلوبنا، فهم يحملونها فقط في حقائب الأشعار. عندما يعتادون القصائد، يبرد وقع القافية.. بينما تسخن عيوننا عند المطلع كل مرة. نتعلّق بآخر حرف في كل بيت، نطرب للسماع غير مبالين بما ينهمر من دمع، نحفظ القصيدة في صدورنا ونستعيذ بها كل يوم. خيريّة، تشتمُ الشعراء الجمعة 14 أكتوبر 2022 منتصف الليل

عظمة اللاشيء

 في نشوةٍ من الفن قضيت أسبوعي المنصرم، وددت ألا تنتهي. تمنّيت لو استطعت فعلًا أن أستلقي بين القصائد، وأن أتلطخ بألوان الحياة، وتحيطني تردّدات المواويل.. بين النشوة والفن علاقة متبادلة، يتغذى كل منهما على الآخر. كلنا نبحث عن تلك اللحظة التي نصعد فيها ولا نعود، كلنا نريد لتلك اللحظة أن تبقى للأبد، نعم! نحن لا نري لحظات قصيرة متكرّرة.. بل نريد لحظة طويلة من اللاشيء أن تبقى للأبد. حيث نبقى عالقين بين الوعي واللاوعي، بين عالمنا والعوالم الأخرى الجديدة التي لم نكتشفها، في أمان الهلاوس والأصوات والرؤى التي لا نفهمها.. من المريح جدًا أن تكون في مكان لا تفهمه عندما لا يكون حقيقيًا، أن تنام فوق العدم، وتسكن إليه.. وحينها حقًا تشعر بالوجود.

هي هل مسألة تقتضي التفكير؟

 بم نملأ فراغ قلوبنا؟ هل هي مسألة تقتضي التفكير؟ مهما امتلأت بالمشاعر والأفكار والطاقة، أشعر أن كل شيء داخلي يدور حول فجوة كبيرة في المنتصف. اعتقدت دائمًا أن المنتصف هو جوهر ذواتنا، وأننا نشعر بالفراغ كلما فقدنا أنفسنا.. قد نظن أننا عندما نمتلئ نعثر على أنفسنا مرة أخرى، بينما الحقيقة أننا كلما امتلأنا فرغنا. حين أود نسيان هذه الدوائر والفراغات أنطلق إلى مخدراتي الخاصة: الفن والموسيقى، أغرق في بحور الإنسان، أكتشف الآخر بأجمل الطرق وأقبحها على حد سواء. ذكرت لأصدقائي من قبل أن أجمل الذكريات تعمّها الصمت، لم أذكر أيضًا أن تلك الذكريات ذاتها نعيشها مغمضي الأعين. الأعين المغمضة ليست غبية، ليست هاربة، هي فقط تشعر بالأمان في أكثر اللحظات عرضةً للخطر.. نعتصر نفسنا كل يوم بحثًا عن ملء هذا الفرغ،  البعض يحاول أن يملأه بالعمل، أنا أحاول أن أملأه بالكتابة، يملؤه البعض بالرياضة والمجهودات الجسدية المختلفة..الخ لكننا حين نتوقّف عن هذا كله، ونواجه الفراغ، ونحدّق فيه جيدًا، نصرخ في وجهه، نصارعه حتى نلتصق به ويلتصق بنا.. نجد أننا قد امتلأنا بأنفسنا. خيريّة، تبحث عن ما يملؤها. الخميس 6 أكتوبر 20...

حديث بلا متحدث، أو متحدّث بلا حديث؟

 في فعاليّة لطيفة حضرتها نهاية الأسبوع الماضي، خاض الحضور تجربة عميقة من المفترض أن يتبعها حوار قصير لمناقشة انعكاس التجربة على مشاعرنا ووعينا، كانت التجربة ثقيلة جدًا.. لسوء حظنا لم تكن إدارة الحوار فعّالة ولم يستطع الكل المشاركة في الحوار، لكن لحسن حظي تعلّمت شيئًا واحدًا من هذا الحوار، وهو كيف أن أخوض نقاشًا دون أن أخوضه.. كيف أتحدث ولا أقول شيئًا، كيف أتحدث عن المشاعر وكأنها تجربة في مختبر على فئران! دعوني أشارككم بعض هذه الطرق القيّمة: الطريقة الأولى: الوعظ لماذا أتحدث عن مشاعري وأفكاري؟ وأشغل نفسي بالغوص في داخل أعماقي وأعمل على أمورمعقّدة مخزنة منذ سنوات؟ هذا مرهق.. هيا بنا نمارس فن التنظير ونتحدّث عن الأجيال القادمة ونعطي الآخرين نصائح في التربية وتهذيب النفس ورقيّ الأخلاق ونرفع شعار القيم! الطريقة الثانية: أنا الأفضل لا بد أن أنسف كل شيء، أنفي كل شيء، إلا ما تبنّيته لنفسي، وأتحدث عن روعة أخلاقي وقيمي الراسخة وما اتخذته لنفسي من مبادئ وأترك المسألة برمّتها، هذه فرصتي لأتحدّث عن بطولاتي وسبب تميّزي وتمحور الكون حول مثاليتي المفرطة. الطريقة الثالثة: أنا لست هنا لماذا أعبر عن ...