لا بأس، ستأتي فرصة أخرى
لماذا تأخرت القهوة؟ أشعر بالملل..
دخلَت! سأقول لها شيئًا هذه المرة! فرصتي الآن، قبل أن تطلب قهوتها..
قد أبتاع لها هذا الكوب، ماذا أقول؟ "هذه المرة عليا"؟ ما هذه السخافة!
"فلات وايت صح؟" لا! ستظنني أحمقًا يراقبها منذ زمن ولن تعود إلى المقهى
وأنا فعلًا أحمق وأراقبها ولكن لا ينبغي أن تعرف ذلك.. ياترى هل هي تراقبني أيضًا؟
لعن الله غبائي، طلبَت قهوتها.. لا بأس، ستأتي فرصة أخرى!
المهم أنها لن تخرج اليوم دون أن تسمع صوتي وتعرف اسمي..
وصلت قهوتي، هل أنتظرها تجلس ثم أجلس على الطاولة المجاورة لها؟
الرسمة على القهوة تميل إلى اليسار قليلًا.. لا أحب عملًا غير متقن.
أود أن أبقى واقفًا بقربها وهي تنتظر قهوتها، قد تكون هذه فرصتي الآن!
رائحتها جميلة كالعادة، هل أسألها عن عطرها؟
يكاد وشاحها الأحمر يلامس أطراف يدي، القهوة باردة قليلًا.. هل أعيدها؟
أم أنني أطلت الوقوف؟ أبدو غريبًا الآن، لا بد أن أجلس على طاولة بسرعة
الطاولة التي في الزاوية تبدو خيارًا جيدًا، أينما جلست سوف تراني.
كيف سأركّز في قراءة كتابي الآن، دقيقة؟ أي كتابٍ أحضرت؟
أتمنى أن لا يكون عنوانه غبيًا.. "هكذا تحدث زرادشت" هممم لا بأس
هل سترى كتابي؟ لا أعتقد.. حسنًا لنقرأ بهدوء الآن.
خلعت وشاحها، تمتلك قلادة جميلة.. قد أخبرها! لا، افتتاحية ضعيفة
لا أملك فرصةً الآن!
فكّر، فكّر، فكّر، لماذا أفكّر؟ لم لا يكون الأمر بسيطًا؟
"أهلًا، أنا بدر.. كيف حالك؟"
لالالا، سأبدو من طائفة "ممكن نتعرف"..
وما المشكلة؟ ألست أشاركهم نفس الهدف؟ أنا أهذي، يجب أن أتصرّف!
تحدّق في جهازها منذ ساعات، هل تقرأ شيئًا؟ ليتني أحضرت جهازي وأنهيت مشروعي بدلًا من هذه الأفكار..
لالا يابدر، أتينا اليوم لنقرأ، أترك هذه الفتاة الجميلة القادمة من السماء وانظر لكتابك.
خرجت للتدخين كالمعتاد، ليتني مدخّن؟ لأعرتها ولاعتي وجعلتها مسمار جحا!
هل أنا أحد هؤلاء الرجال؟ هل مبادئي تتجزأ لأجل فتاة؟ لا أظنني حتى أجرؤ على التظاهر بالتدخين..
لا سبب يدعوني للخروج، ماذا أفعل؟ أود انتهاز هذه الفرصة، لا أعلم إن كانت فرصةً من الأساس لكني أودّ فعل شيء
قد أترك لها رسالة على الطاولة، كليشيه يابدر! لا أهتم.. ماذا سنقول؟ همممم
"وشاحك جميل،
الأحمق الذي يراقبك من زاوية المقهى"
لا وقت للأفكار السخيفة، لنجعلها بسيطة:
"وشاحك جميل،
بدر"
هل ستعرفني؟ لا أحد غيرنا في المقهى.. ماذا لو ظنت أن الباريستا هو بدر؟؟؟؟ قد يستغلها الباريستا لصالحه ويدعي أنه بدر
دقيقة، ليس هناك آسيوي يدعى بدر، قلنا أن نترك الأفكار السخيفة ونركّز الآن!
هل أضع الورقة الآن؟ ماذا لو رأتني أضعها؟ سيكون ذلك مثيرًا للشفقة، وسيبطل معنى وجود الورقة تمامًا
عادت، فات الأوان.. من الأفضل أن أخفي الورقة وأعود لكتابي.
أنا أحترق، وقهوتي تثلّجت.. هل تأخر الوقت لفعل أي شيء الآن؟
بالكاد أنهيت فصلًا، فكرت في كل الموضوعات التي قد أتحدث عنها
كل شيء يبدو غبيًا، أنا غبيّ، ما أسهل العمارة، وما أصعب النساء
أكرهها، لماذا كان عليها أن تكون بهذا الجمال؟
"أهلًا أستاذة جميلة، أخرجي من المقهى ولا تشتتي تركيزنا عن الكتب من فضلك"
أغلقت جهازها! ستخرج من المقهى، لا تبدو على عجل، هل ألحق بها؟ سأبدو غريبًا الآن، كانت لدي فرص كثيرة خلال الساعتين الماضية ولم أفعل شيئًا، هذا أول شيء سيخطر ببالها!
"هل أنت غبيّ؟" هذا ما ستقوله.
كل شيء يحدث ببطء، وبتسارع أيضًا
يجب أن أفعل شيئًا، كيف أتوقّف عن التفكير؟
"يا بنت"
والله هذا ما سأقوله إن لم أفكّر، التفكير قد يكون حلًا أفضل
ها هي تقف الآن، لم لا أجعل الأمر بسيطًا؟ وأقف أنا أيضًا؟
ولكن لماذا أقف؟ ماذا بعدها؟ لن أقف، إنها تتجه إلى الباب، تتجه إلى الباب يابدر! فكّر بسرعة!!!
سأقف الآن!!
لا أصدّق!
نظرت إليّ!!
ماذا سأفعل؟ لنبتسم!
ابتسمَت! ماذا أقول؟
لماذا تحكّ يدي رأسي الآن؟
لنلوّح يابدر!
لوّحَت!
غادرت!
غادرت..
لم أقل شيئًا..
لم تعرف اسمي..
لا بأس، ستأتي فرصة أخرى.
تعليقات
إرسال تعليق