المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2023

من ثمارهم تعرفونهم

  لا تؤكل الثمرة دائمًا، قد نشعُر بها أو نأنس برؤيتها ،  قد يصنعوا لنا شجرةً نرتاح تحت ظلّها أو نحتضنها قد يكون لها عبيرًا نتنفسّه مرةً واحدة، ثم يمضي.  لا أحبّ الإكثار من المجازات والاستعارات عادةً، لكنّ روح الثمرة لم تفارقني منذ المراهقة أعرفهم بثمارهم، منذ ذلك اليوم.. لم أندم قط.  أن تحيط نفسك بالزارعين، فذاك النعيم.. فكلنا أرض، رأينا وسمعنا الكثير وآذانا كثيرون، وداس علينا كثيرون. أشعر أحيانًا أن هناك من اقتلع شيئًا مني، لم يكن الأمر خلسة، وددتُ لو أنه احترم عينيّ..  أنا أرضي، ولكني لم أمتلك صكّها يومًا قاتلت لأجل ذلك كثيرًا ولا زلت، ها نحن نضيع بين الاستعارات.. لأن الحقيقة لا تبدو بذلك الجمال، وأنا امرأة لا ترضى إلا بحقيقةٍ جميلة. أحرثني كلّ يوم، لا أجد ما أزرعه أتعب، وأستريح، سيجارة واحدة لن تضرّ، سيخفيها التراب. أنا ظمآنة دائمًا، نادرًا ما أرتوي لكني عفيفة عن طلب السقيا، لا أنتظر الساقي. ثماري لا تتغيّر ولا تتأثّر، تدوم زمنًا لا يمكن للزارعين تخيّله ولا المارة ثماري لا تنتهي، لكنها خالية من السّكر، مليئة بالأشواك لا يوصي بها الأطبّاء، ولا يكتب عنها الشعرا...

وعود السنة الجديدة، هل لها قيمة؟

 كغيرها من المواضيع العادية التي نجح البشر في وضعها محل جدال واختلاف، انقسمنا حول "وعود السنة الجديدة" إلى فريقين: فريق يرى أنها ضرورية لتطوير الذات وتحفيزها وفريق آخر يرى أنها مضيعة للوقت ووهم نتحمّس له لنصف شهر ونتركه. قد نرى شهور السنة مجرّد أرقام لا معنى لها بعض الأحيان، وقد يكون ذلك صحيحًا! فأنا أرى أننا نحن من وضعها ووضع لها المعنى. تخيّل التاريخ بلا تاريخ؟ يالها من فوضى! إن أرقام الشهور والسنوات موجودة لكي نستطيع تأمل أحداثها بدقة داخل ذاكرتنا وننقد منها ما نشاء ونكرم منها ما نشاء. وحين نفعل، نستطيع عندها تأمل أثر كل حدث على قلوبنا، عقولنا، ومن ثم تصرفاتنا.  وعود السنة الجديدة لا تعني شيئًا إن لم نقرأ أنفسنا في سنواتنا الماضية ونفهم جيّدًا ما نحتاجه بحقّ، لسنا بحاجة إلى "تحدّي" جديد نلوم أنفسنا إذا ما لم نفز به.. فالحياة مليئة بالتحدّيات، لكننا بحاجة لرؤية نضعها نصب أعيننا وقطرات من الإنجاز تروينا أثناء رحلتنا نحوها. ما يجعل هذه الوعود تنبذ في العادة هو أنها نرسمها كمهمّة مستحيلة "أقرأ كل يوم عدد كذا من الصفحات، أتمرن كل صباح، أمارس هوايتي لهذا العدد من ...

لم أصل إلى الميناء

 أحمل الكثير في قلبي، يكاد الأمر أن يكون مرهقًا! أصبح الحُب مرهقًا أيضًا، العطف، الفرح، الحزن، الأسى، الحماسة.. كل المشاعر تستنزفني. أشعر بالرغبة في فعل الكثير لمن أظنهم أشباهي، أتمنى أن أضع يدي على صدر صديقي وأمسح على قلبه بماءٍ بارد.. أتمنى أن أزرع داخله ورودًا من الفرح والبهجة، وأن ألوّن عينيه بنظرات الدهشة، وأن تتدفّق في عروقه ذرّات الإيمان والأمل تدفعه للقفز على صهوة الحياة باسمًا. أتمنى أن أستلقي.. فوق غيمة خضراء تنبثق منها الأزهار، مرويّة، ترويني وتروي من تحتها. إن أنفاسي ثقيلة كل يوم، وأنا عطشة في كل لحظة لا أهتم بما تفعله أجواء الشتاء خارج جسدي، أنا ممتلئة جدًا من الداخل. أنا مُتعبة، خائرة القوى، جائعة للمزيد من القصائد وأرتوي بالحكايات، تدفع الأدرينالين في جسدي أنغام الموسيقى وتوقظ روحي مضامين الكلمات. لا أشعر بأطرافي، ولا أحب ما تفعله القهوة بنبضات قلبي لكني أحب ما تفعله بها سرقة اللحظات الجميلة في وقتٍ متأخر من الليل. أحيانًا، أشعر برغبةٍ في الهرب من كل شيء، أن أجري بلا توقّف، بلا وجهة وهذه الرغبة ذاتها هي التي تذكرني بمتعة الحضور، متعة الوصل، نشوة الجهد. تبدو فكرة الشف...