من ثمارهم تعرفونهم
لا تؤكل الثمرة دائمًا،
قد نشعُر بها أو نأنس برؤيتها،
قد يصنعوا لنا شجرةً نرتاح تحت ظلّها أو نحتضنها
قد يكون لها عبيرًا نتنفسّه مرةً واحدة، ثم يمضي.
لا أحبّ الإكثار من المجازات والاستعارات عادةً،
لكنّ روح الثمرة لم تفارقني منذ المراهقة
أعرفهم بثمارهم، منذ ذلك اليوم.. لم أندم قط.
أن تحيط نفسك بالزارعين، فذاك النعيم..
فكلنا أرض، رأينا وسمعنا الكثير
وآذانا كثيرون، وداس علينا كثيرون.
أشعر أحيانًا أن هناك من اقتلع شيئًا مني،
لم يكن الأمر خلسة، وددتُ لو أنه احترم عينيّ..
أنا أرضي، ولكني لم أمتلك صكّها يومًا
قاتلت لأجل ذلك كثيرًا ولا زلت، ها نحن نضيع بين الاستعارات..
لأن الحقيقة لا تبدو بذلك الجمال، وأنا امرأة لا ترضى إلا بحقيقةٍ جميلة.
أحرثني كلّ يوم، لا أجد ما أزرعه
أتعب، وأستريح، سيجارة واحدة لن تضرّ، سيخفيها التراب.
أنا ظمآنة دائمًا، نادرًا ما أرتوي
لكني عفيفة عن طلب السقيا، لا أنتظر الساقي.
ثماري لا تتغيّر ولا تتأثّر، تدوم زمنًا لا يمكن للزارعين تخيّله ولا المارة
ثماري لا تنتهي، لكنها خالية من السّكر، مليئة بالأشواك
لا يوصي بها الأطبّاء، ولا يكتب عنها الشعراء..
ينفع بها الأحبار مريديهم في الخفاء، يفهمون صلب ما بها
ولكن ينؤون بأنفسهم عنها
لا بأس، لا تؤكل الثمرة دائمًا.
تعليقات
إرسال تعليق