المشاركات

صفحة؟ نهار؟

 هل نخاف من أنفسنا؟ أو "كم" نخاف من أنفسنا؟  أو نخاف أننا نخاف من أنفسنا؟  مالذي أخافه في نفسي؟ ربما الخوف ليس من بيان ما فيها أو رؤيته فقط، ربما ما تبع ذلك.. لكن ما الذي يتبع ذلك؟  الأسبوع الماضي، كنت أتحدث إلى معالجتي النفسية، وأخبرتها، أنني وأخيرًا.. أشعر أنني أقع في الغرام.. أرى نفسي.. أصبحت.. مغرمة بنفسي! قلتها وبكيت. شعرت بالخوف عندما نطقتها!  أتعلمون ماذا أشعر عندما أقع في غرام شخصٍ ما؟ أنني أريد أن أكتشفه أكثر، أن أراه كاملًا، عاريًا، صادقًا، قويًا وضعيفًا أيضًا..  أن أعتني به في كلّ حال، وأن أعتمد عليه في كل حال..  تعلّمت الرسم قبل عدة سنوات، ما لم أفعله قط: أن أرسم نفسي.  كم أودّ أن أرسم نفسي، وأغنيها، وأرقصها، أودّ أن أشبه نفسي.  أليس مخيفًا؟ جميلًا؟ مضحكًا؟ 

بئر عطشان

 ليس هناك ما يستحقّ الكتابة، هذا ما أشعر به منذ آخر صفحة. حتى أنتم، لمَ ينبغي عليكم أن تقرؤوا ما أكتب؟ أنتم الآن تقرؤون وترون الكثير من الأشياء على أجهزتكم المحمولة يوميًا، ما الفائدة من إضافة شيءٍ آخر.  أشعر الآن أن الكتابة فعلٌ أنانيّ، سئمت من الاتصال ذو الاتجاه الواحد، هذه التسيمة التي تعلمتها في كلية الاتصال والإعلام..  هل أسلّيكم؟ أنا أكتب لأسلّي نفسي في الحقيقة.. شاهدت فيديومؤخرًا لكاتبة تقول بأن العالم يحتاج إلى فننا.. سأحاول أن أصدّقها..  سأستخدم ما قالته لأقنع نفسي بأني أنانية إن لم أشارككم هراء أفكاري، وأن الكتابة بقصد المشاركة فعلٌ نبيل.. مشّوها.  من المفترض أن أدرس الآن، لا دافع أقوى للكتابة من الهرب.  أودّ أن أحكي لكم اليوم عن عطشي، لطالما اشتكيت لكم من العطش، لكن اليوم أودّ أن أشارككم أخيرًا، أنني أصبحت أرتوي رويدًا رويدًا.. على قولتهم يعني.  العودة إلى المنزل بلا عمل أمر ممتع جدًا، سمعت الكثير من الموسيقى، وشاهدت الكثير من المواسم لعدة مسلسلات، ذهبت إلى أكثر من معرض فني، أشعر أن الحياة عادت تبثّ نفسها قليلًا في داخلي.. أليس ذلك جميلًا؟...

صفحة ما بعد الفطور

 رمضان أوشك على الانتهاء، أتوق بشدّة للعودة إلى يومٍ طبيعيّ، أتوق إلى النوم في الليل، والتنفس براحة، وفطور لذيذ وكتابة صفحات النّهار.  لا أريد العمل، أريد أن أرقص، أن أغني بصوت عالٍ حتى يظن الناس أني جُننت؟ لا أعلم لماذا وضعت علامة استفهام هنا، أردت ذلك.  يقال أن من يدخّن يتوقّف عن رؤية الأحلام.. لا أدخّن، أزعم. رغم كلّ ما فعله بي النوم في سنوات حياتي، لا أريد أن أخسر أحلامي. وعدتكم في آخر صفحة أن أشارككم قصصًا من عالمي، أحلامي جزء من هذا العالم، كيف سأكتب بلا أحلام؟ كيف أعيش بلا أحلام؟ أحلام اليوم لا تكفي، أحلام الليل مختلفة!  بصراحة، لقد شاركتكم قصة من أحلامي من قبل، أغضبت البعض، وانتقدها البعض، عن نفسي، أحبها جدًا، براحتكم.  "كل ما نملكه هو الجوع" تقول أميرة الفجر، وتقول أيضًا: "ثمّ نصبح حالمين في الليل، عابرين طريق، قليلين الحديث. بينما ينبغي أن نحلم في النهار، نمشي على القمر، ونتحدث عن أحلامنا" بتصرّف.  أعتقد أن من يحلم في النهار ينبغي أن يطلق عليه "صاحب رؤى"، أهذه التسمية صحيحة؟ تأمّلت البارحة في اسم "رؤى"، ظننت أن لصاحبتها منه نصيب. هل تعر...

صفحة فطور

هل في داخل كلّ منا عالم بأكمله؟ هل يا ترى لهذه العوالم أحجام؟  أسمع كلمة "هناك الكثير من الظلمة في داخلي" كثيرًا من الناس في هذه الفترة.. لكن، كيف يرى كلّ منا ظلمته؟  ولمَ اخترنا الظلمة؟ مالذي نعنيه بالظلمة؟  هل الظلمة سوداء بالضرورة؟ أشعر أن داخلي الكثير  من الألوان.. تعرفون؟ عندما يقال: "شلونك؟" أو عندما نقول أن شخصًا تغير "لون وجهه".. قد نرى أن هذه الألوان هي ما يخرج على السطح، من أفكار ومشاعر أخرى دفينة، أو ببساطة نتيجة لتفاعلات مختلفة تحصل داخل جسدنا..  "أنا أسمر لكن عندي حمرة خجل"، ما لون الخجل الحقيقي؟ لا أعتقد أن للخجل لون الدم، أشعر أن الخجل يشبه الخوخ أو المشمش.  أشعر أن الكآبة بيضاء وليست سوداء، والهدوء أزرق، والغضب أسود.. أتخيّل يعني..  لم نشعر أننا بحاجة لتلوين الأشياء؟ دقيقة! ما لون الحب؟ أو الإعجاب؟ ما لون الجد والهزل؟  أليس كلّ شخص عبارة عن مجموعة من الألوان؟ ربما حتى.. لو نظرنا لها بشكل آخر، بعضنا ألوان من الماء، وبعضنا ألوان من الخشب، وبعضنا ألوان زيتية.. ماذا يعني ذلك؟ لا شيء، مجرد اختلاف. لا يعني الاختلاف شيئًا بالضرورة.  ...

صفحة سحور

 لم أكتب صفحة منذ وقت طويل، لا أحسب الصفحة الأخيرة. أكاد لا أتذكر كيف كانت تبدأ صفحاتي..  تخيفني أحيانًا حقيقة أن العالم كبير، وتطمئنني في أحيان. أشعر أحيانًا أنني غنية جدًا بهذا العالم! تخيلوا! كم من القصص حولنا يمكننا روايتها؟ كم وجهًا جميلًا يمكننا رسمه؟  كم صورة يمكننا التقاطها؟ وكم أغنية نستطيع تأليفها؟ أليس ذلك جميلًا؟  ولكن..  كم من إنسانٍ يتألّم.. وكم من إنسان مخدوع، وكم سُلبت حقوق؟ وكم اغتُصبت؟ كمٌّ من العقول المشغولة، بشدة.. وكم عقل فارغ؟  مخيف.  لا يبدو الأمر عادلًا.. لا أعرف لماذا.  لم أكتب منذ أسابيع، لكنني رقصت وغنيت كثيرًا. المضحك أنني أردت أن أصرخ كثيرًا، وعندما سنحت لي الفرصة لم أفعل. في ثلاثة أسابيع فقط، ارتكبت الكثير من الأخطاء. مضحك.  لا أشعر برغبة في أن أحكي لكم أي شيء.. لكن ربما أحكي لكم عن كمية الألقاب التي اخترعناها في المكتب لشخصيات مختلفة؟ يبدو الأمر لئيمًا، ونراه ظريفًا..  ربما أخبركم قصةً قصيرة حزينة:  قبل أسبوعين، اشتريت دفترًا للرسم، أردت أن أبدأ في رمضان، اشتريت ألوانًا ومقلمة وبراية ومساحة..الخ ولم أر...

صفحة في رمضان

لن تراني، ولن أراك.  لم تكن يومًا هناك.  لم يناديني أحد، لم أرى وجهك قط..  لا صوت لك ولا أثر.  لن أختار، لم تعطني حقّ الاختيار.  كلكم، مصطفى أبو حجر؟  لن أخاطبك بعد اليوم حتى تخاطبني.  لن أكتب لك نصًا آخر، ولا حتى قصيدة. 

مش عايزة ورد يا إبراهيم

صورة
لا تحضر لي وردًا من فضلك، أحضر لي قلبك، أحضر لي عقلك، أحضر لي صدقًا، أملًا.. لا تحضر لي الأشياء، أحضر لي مفاجأة، مفاجأة سأتفاجأ منها فعلًا: مثلًا، استمع إليّ! أعدك أنني سوف أتفاجأ بحق. "النساء يحببن الهدايا" قالها رجل يومًا في الستوديو القديم، ومسحت به البلاط.  من أسوأ ما سمعت، أتعلم ما تحبه النساء؟ من يسألهن عما يحببن. اسألني، لا تفترض، توقّف عن العيش في عقلك، وكن معي.  الأمر ليس علم صواريخ أيها الرجل، "يا إلهي، ماذا يريد النساء، النساء غريبات.." هراء.  أنت تعلم ما نريد، أنت لا تريد الاعتراف به.  أو ربما لا تقوى على فعله، لا بأس، أنت تصالحت مع الأمر، لكنك لم تتصالح معنا بعد.  "ما به الورد ياخيرية؟ اشبك؟" ستقولون. سأقول لكم، الورد ليس سيئًا. لكنّه ليس مهمًا، بصراحة الورد حمل ثقيل. ماذا سأفعل بهذه الوردة؟  سأحاول العناية بها لأجعلها تعيش أيامًا إضافية قليلة؟ ثم ستموت في كل الأحوال؟ ثم ماذا أفعل بها؟  "الوردة رمز"، أهذا هو الرمز؟ الحب الذي يموت؟ ولا ايش؟  سامحوني، بالغت. لكن الورد ليس مجرّد رمز، الوردة من المفترض أنها ببساطة دليل على اهتمامك. دليل ...