المشاركات

صفحة ما بعد الفطور

 رمضان أوشك على الانتهاء، أتوق بشدّة للعودة إلى يومٍ طبيعيّ، أتوق إلى النوم في الليل، والتنفس براحة، وفطور لذيذ وكتابة صفحات النّهار.  لا أريد العمل، أريد أن أرقص، أن أغني بصوت عالٍ حتى يظن الناس أني جُننت؟ لا أعلم لماذا وضعت علامة استفهام هنا، أردت ذلك.  يقال أن من يدخّن يتوقّف عن رؤية الأحلام.. لا أدخّن، أزعم. رغم كلّ ما فعله بي النوم في سنوات حياتي، لا أريد أن أخسر أحلامي. وعدتكم في آخر صفحة أن أشارككم قصصًا من عالمي، أحلامي جزء من هذا العالم، كيف سأكتب بلا أحلام؟ كيف أعيش بلا أحلام؟ أحلام اليوم لا تكفي، أحلام الليل مختلفة!  بصراحة، لقد شاركتكم قصة من أحلامي من قبل، أغضبت البعض، وانتقدها البعض، عن نفسي، أحبها جدًا، براحتكم.  "كل ما نملكه هو الجوع" تقول أميرة الفجر، وتقول أيضًا: "ثمّ نصبح حالمين في الليل، عابرين طريق، قليلين الحديث. بينما ينبغي أن نحلم في النهار، نمشي على القمر، ونتحدث عن أحلامنا" بتصرّف.  أعتقد أن من يحلم في النهار ينبغي أن يطلق عليه "صاحب رؤى"، أهذه التسمية صحيحة؟ تأمّلت البارحة في اسم "رؤى"، ظننت أن لصاحبتها منه نصيب. هل تعر...

صفحة فطور

هل في داخل كلّ منا عالم بأكمله؟ هل يا ترى لهذه العوالم أحجام؟  أسمع كلمة "هناك الكثير من الظلمة في داخلي" كثيرًا من الناس في هذه الفترة.. لكن، كيف يرى كلّ منا ظلمته؟  ولمَ اخترنا الظلمة؟ مالذي نعنيه بالظلمة؟  هل الظلمة سوداء بالضرورة؟ أشعر أن داخلي الكثير  من الألوان.. تعرفون؟ عندما يقال: "شلونك؟" أو عندما نقول أن شخصًا تغير "لون وجهه".. قد نرى أن هذه الألوان هي ما يخرج على السطح، من أفكار ومشاعر أخرى دفينة، أو ببساطة نتيجة لتفاعلات مختلفة تحصل داخل جسدنا..  "أنا أسمر لكن عندي حمرة خجل"، ما لون الخجل الحقيقي؟ لا أعتقد أن للخجل لون الدم، أشعر أن الخجل يشبه الخوخ أو المشمش.  أشعر أن الكآبة بيضاء وليست سوداء، والهدوء أزرق، والغضب أسود.. أتخيّل يعني..  لم نشعر أننا بحاجة لتلوين الأشياء؟ دقيقة! ما لون الحب؟ أو الإعجاب؟ ما لون الجد والهزل؟  أليس كلّ شخص عبارة عن مجموعة من الألوان؟ ربما حتى.. لو نظرنا لها بشكل آخر، بعضنا ألوان من الماء، وبعضنا ألوان من الخشب، وبعضنا ألوان زيتية.. ماذا يعني ذلك؟ لا شيء، مجرد اختلاف. لا يعني الاختلاف شيئًا بالضرورة.  ...

صفحة سحور

 لم أكتب صفحة منذ وقت طويل، لا أحسب الصفحة الأخيرة. أكاد لا أتذكر كيف كانت تبدأ صفحاتي..  تخيفني أحيانًا حقيقة أن العالم كبير، وتطمئنني في أحيان. أشعر أحيانًا أنني غنية جدًا بهذا العالم! تخيلوا! كم من القصص حولنا يمكننا روايتها؟ كم وجهًا جميلًا يمكننا رسمه؟  كم صورة يمكننا التقاطها؟ وكم أغنية نستطيع تأليفها؟ أليس ذلك جميلًا؟  ولكن..  كم من إنسانٍ يتألّم.. وكم من إنسان مخدوع، وكم سُلبت حقوق؟ وكم اغتُصبت؟ كمٌّ من العقول المشغولة، بشدة.. وكم عقل فارغ؟  مخيف.  لا يبدو الأمر عادلًا.. لا أعرف لماذا.  لم أكتب منذ أسابيع، لكنني رقصت وغنيت كثيرًا. المضحك أنني أردت أن أصرخ كثيرًا، وعندما سنحت لي الفرصة لم أفعل. في ثلاثة أسابيع فقط، ارتكبت الكثير من الأخطاء. مضحك.  لا أشعر برغبة في أن أحكي لكم أي شيء.. لكن ربما أحكي لكم عن كمية الألقاب التي اخترعناها في المكتب لشخصيات مختلفة؟ يبدو الأمر لئيمًا، ونراه ظريفًا..  ربما أخبركم قصةً قصيرة حزينة:  قبل أسبوعين، اشتريت دفترًا للرسم، أردت أن أبدأ في رمضان، اشتريت ألوانًا ومقلمة وبراية ومساحة..الخ ولم أر...

صفحة في رمضان

لن تراني، ولن أراك.  لم تكن يومًا هناك.  لم يناديني أحد، لم أرى وجهك قط..  لا صوت لك ولا أثر.  لن أختار، لم تعطني حقّ الاختيار.  كلكم، مصطفى أبو حجر؟  لن أخاطبك بعد اليوم حتى تخاطبني.  لن أكتب لك نصًا آخر، ولا حتى قصيدة. 

مش عايزة ورد يا إبراهيم

صورة
لا تحضر لي وردًا من فضلك، أحضر لي قلبك، أحضر لي عقلك، أحضر لي صدقًا، أملًا.. لا تحضر لي الأشياء، أحضر لي مفاجأة، مفاجأة سأتفاجأ منها فعلًا: مثلًا، استمع إليّ! أعدك أنني سوف أتفاجأ بحق. "النساء يحببن الهدايا" قالها رجل يومًا في الستوديو القديم، ومسحت به البلاط.  من أسوأ ما سمعت، أتعلم ما تحبه النساء؟ من يسألهن عما يحببن. اسألني، لا تفترض، توقّف عن العيش في عقلك، وكن معي.  الأمر ليس علم صواريخ أيها الرجل، "يا إلهي، ماذا يريد النساء، النساء غريبات.." هراء.  أنت تعلم ما نريد، أنت لا تريد الاعتراف به.  أو ربما لا تقوى على فعله، لا بأس، أنت تصالحت مع الأمر، لكنك لم تتصالح معنا بعد.  "ما به الورد ياخيرية؟ اشبك؟" ستقولون. سأقول لكم، الورد ليس سيئًا. لكنّه ليس مهمًا، بصراحة الورد حمل ثقيل. ماذا سأفعل بهذه الوردة؟  سأحاول العناية بها لأجعلها تعيش أيامًا إضافية قليلة؟ ثم ستموت في كل الأحوال؟ ثم ماذا أفعل بها؟  "الوردة رمز"، أهذا هو الرمز؟ الحب الذي يموت؟ ولا ايش؟  سامحوني، بالغت. لكن الورد ليس مجرّد رمز، الوردة من المفترض أنها ببساطة دليل على اهتمامك. دليل ...

صفحات النّهار - الصفحة الثالثة عشر

 تقول لوكا: "يسألني الليل أين الرفاق؟"، لا أرى الليل شخصًا، لكن أراه حيًا، أرى أنه ربما له أفكار ومشاعر، وأشياء أخرى لا نمتلكها نحن. أعتقد أن من السخرية أن يعتقد الإنسان أن كلّ كائنٍ حيّ هو بالضرورة يشبه الإنسان، تحدثت من قبل مع شخص -لندعوه بابّاي-، عن علاقة الإنسان بما حوله، الحيوان تحديدًا، كيف يتقزّز الإنسان أو يخاف من بعض الحيوانات، يقول بابّاي: غالبًا ما يحصل ذلك عندما يكون مظهر هذا الحيوان أو ملامحه بعيدة كل البعد عن الإنسان.  الإنسان دائمًا ما حارب كل شيء لا يشبهه، وما لا يعتاد عليه.. في البداية على الأقل.. حتى يكتشف أن الكائن الآخر غير مؤذ.. أليس مضحكًا؟ أن هذه الأزمة لا زالت موجودة منذ بدء البشرية؟ كل الخلافات حول الاختلاف.. مضحك وبائس صراحة، أننا ما زلنا نجري حوارات ونقاشات حول من/ما لا يشبهنا وما إذا كان له حقوق، وينبغي أن نثبت دائمًا وأولًا قبل شيء أنهم "مثلهم مثلنا" ليستحقوا ما لهم من حقوق.  فين رحت أنا؟ تيّار الآن يغنّون في أذني أغنية "المكتوب"، أخبرت صديقًا مرة. لا فن على وجه الأرض يهزم فن الأداء. كلّ لوحاتكم وأعمالكم التركيبية ومنحوتاتكم وق...

صفحات النّهار - الصفحة الثانية عشر

 أيهم تحب أكثر؟ الانفصال أم الوهم؟ لنضعهم على كفتي الميزان. كيف تحب قهوتك؟ داكنة أم بالحليب؟ أم محلّاة بالسكر؟ في هذه الصفحة أود أن أزعم أنني إنسانة واقعيّة. أعتقد أنني واقعيّة بشكل جزئي، أرفض الواقع أحيانًا. ما الفرق؟ بين أن تأخذ كل شيء كأنه أمر مسلّم به، وبين أن تعترف به وترفضه.. كلّ شيء اصبح مسلّم به حتى صار مقبولًا. كلّ شيء مقبول، حتى صار لطيفًا وإيجابيًا. بالأمس، سمعت شخصًا يتحدّث عن عمل فنيّ ويقول: "كان من الممكن أن يكون أسوأ". حزنت، أصبح المعيار للفن هو "ألا تكون الأسوأ". صديق لي يعمل على كتابة فيلم مع فريقه، عرض الفكرة على لجنة في برنامجٍ ما لدعم الأفلام، قالوا له: "حلو، بس كبف نضمن إن فيلمك ما يكون زي فيلم الخطّابة". أرفض أن يكون الأسوأ هو المقياس. لم لم يكن السؤال: "كيف ستجعل هذا الفيلم هو الأفضل هذه السنة؟".  هل لي أن أدع عقلي لا يفكّر للحظة؟ اليوم أشعرني الناس في الخارج بعدم الراحة، سائق أوبر، النادلة في المقهى مديرها.. صراحة.. بعد إفطار سريع غالي الثمن، أعتقد أنني سأعود إلى المنزل بعد كتابة هذه الصفحة. ربما أخرج للعمل في المساء. البا...