المشاركات

ثم أنا، ثم أنت - نادي الشعر

 تسألني كيف تكتبين، وأقول كللًا، ربما مللًا ربما ألفظ روحي وهلةً، وقلبي مرةً أتخلص من عبءٍ وأخلق آخرًا  وأموت حرةً أدفن كلّ شهيدٍ في قلبي وأكسر جرةً أخلع قذارة الأيّام من جسدي وأبكي سرًّا ثم أطرقُ بابك أرجو  وأصرخ جهرًا  ثم تمضي وكأنّك لم تكن وتغيب دهرًا وأضرب كفيّ حسرةً.

أولى محاولات الهايكو - نادي الشعر

 صار الوقت غريب كل يوم أتسلّق جبل وتِتكسّر صخور.  ____________________ ماء قلبي برد رغم بركان الزمان كلّ شيءٍ خمَد. ____________________ لا أحد بريء كنتُ أوّل من عرف لم يرني أحد. 

رائحة ما لا يقال - نادي الشعر

 لا رائحة لك.  لا تدّعي أنك متفاجئ، لا يحقّ لك أن تغضب! أنت لا تعرف فقط أن هذه حقيقة، بل أنت من يحرص على ذلك على الدّوام.  "لا! ماذا لو اشتمني أحد؟ ماذا سيقولون؟ أخبريني، أرجوكِ، شمّيني، شمّيني من فضلك.." توقف! سئمت.  لا أحد يهتمّ برائحتك.  ربما يشمّ الجميع رائحة الغرفة، وجدرانها، وأرضها،  ربما يشمّون الكلام والضوء.. أما أنت، لا أحد يشتمّك.  أخبرني.. أمانة! هل شممت نفسك يومًا؟  هل كانت لك رائحة يومًا؟  هل قصدتها؟ هل أحببتها؟ هل اخترتها؟  أتساءل أحيانًا.. هل له رائحة يخفيها عني؟  أحيانًا أفتّش في ملابسك، خزانتك، سريرك، أغراضك القديمة.. أختلس حين تكون غافلًا، أقترب منك.. أفتّش، أفتّش، أفتّش..  لا شيء.  كنت دائمًا كذلك.  يا لها من خيبة. 

نسيم المحيط - نادي الشعر

 قدمٌ حافية، رملٌ ونخيل..  اخترنا يومًا هادئًا، كهذه الرائحة تمامًا لم يكن هناك أحد، أو هكذا شعرت.  هذا النسيم مختلف، أكثر لطفًا، أكثر نقاءً.. كنقاء السماء في هذا اليوم، ولونها الدافئ قرب الغروب.  لطالما زرت البحر ليلًا أو فجرًا..  لا أعلم إن كنت في كلّ مرة أختار يومًأ عاصفًا أو أنني أرمي بغضبي إلى السماء فترسله إلى موج البحر انتقامًا لي.  كان الموج يغسل قلبي بقوّة كما يضرب الصخر تمامًا.  هل كانت له رائحة؟ لا أذكر  للمرة الأولى، أشعر أن الموج له رائحتي قد تكون لذيذة، لكنها ليست للأكل. بسيطة ومعقدة في آنٍ واحد.  ممتلئة بالمشاعر، ولكن بالقدر الكافي، لم تعد تطغى.. لم تعد تغسل كل ما حولها. هل شممت يومًا رائحة، وظننت أن شيئًا ينقصها؟  لا يستوي، أليس كذلك؟ إذاً.. نحن من ننقص وتبقى رائحة المحيط دومًا كاملة. 

كرك، جوز هند، والطبيب الزائف

صورة
صباح الخير، قبل كتابتي لهذه التدوينة كنت جالسة على الأرض أتناول الفطور وأتلذّذ بكل مافيه، استيقظت في شهيّة شديدة للكرك، ولديّ وصفتي الخاصة التي استقيتها من عائلة أمي ذوي الأصول الآسيوية المختلطة بين الهند، باكستان وميانمار.  وصفتي تحتوي: شاي أسود قوي وثقيل، حليب مبخّر، حليب مكثّف محلّى (تقول أمي أنها تحبه لأنّ له نكهة فانيلّا لطيفة)، القليل من القرفة والزعفران والزنجبيل، والكثير الكثير من الهيل. بجانب ذلك، حضّرت براتا بالبيض والجبنة القشدية، وسخّنت قطع من كعك جوز الهند.  كنت أشاهد حلقة من بودكاست "فاكهيّ قليلًا"، يتحدّث عن د. فيل، الرجل الذي تقيّأته أوبرا لنا أواخر التسعينات وورطنا فيه في بدايات الألفينات.  في إحدى حلقات برنامجه القذر، بدأ الحلقة بـ"ماذا لو كنت تربي مجرمًا من منزلك"، وجعلنا نشاهد مقاطع قام فريقه بتصويرها لطفل في التاسعة من عمره يقوم بأفعال عنيفة تجاه أخته والحيوانات في المنزل دون ندم، وأفعال أخرى.. سألت ضيفة البودكاست المقدّم حينها، "هل كان التبوّل اللاإرادي من تلك الأفعال؟" واتضح أنه كان. انفجرت الكثير من الذكريات في ذهني حينها، نشأت في ب...

مكان عاديّ وساحر

سطوح بيت ستّي، كان أقرب نقطة إلى السماء.. حيث ألتقي حبيبًا خياليًا، أرقص مع القمر تارة، وتحتضني الشمس تارة. هو خط المنتصف ، حيث أستطيع أن أتمدّد فوق اللاشيء.. وفوق كل شيء. حيث ظننت أنني رأيت الأرض جميعها.. ظننت أنني أعلى وأقوى من مركاز الحارة. لم يكن هناك سواي، ولا زال.. لا زلت أعلق الذكريات على حبل الغسيل، صورٌ يغطيها الغبار، وأخرى اختطفتها الرياح. كانت البقعة الأقل رطوبة في بيوت الصحيفة.. رغم وهنه كبقية بيوت جدة القديمة، لطالما ظننته قويًا، لأنه..  ببساطة.. يحملني.  كان هذا البيت قويًا وحنونًا، أكتر من ستّي.  ______ الأربعاء، 27 أغسطس، 2025 لقاء "بذور الطفولة"، في نادي الشعر. 

المرأة الخامسة

صورة
كيف نتحدّث عن جدّاتنا؟ هناك هوس في الوسط في الثقافي حول الجدة، يدور غالبًا حول الحنين والذكريات والدفء، يدور غالبًا حول ما تعطيه لنا الجدة، تمامًا مثل حديثنا عن الأم.. فقط عندما نتوقّف عن النظر إلى علاقاتنا مع آبائنا وأجدادنا كعلاقات نفعية، وننظر إليهم بشكل مجرّد من هذه العلاقات، ننظر إليهم كبشر، مثلنا تمامًا.. حينها فقط، سنرى كم نضجنا.  أكتب الآن وصوت مكيّف صالتي ومروحتها القديمة يعزفان سيمفونية الليل المعتادة، تجلس صديقة على السجادة والباب مفتوح، يدٌ تحمل هاتفها الموصل بالكهرباء، ويد أخرى تلعب بظفيرة شعرها. نينا سيمون تغني في الخلفية. غرفة مضاءة، وإضاءة صالتي خافتة. نحتسي كلّنا البابونج. لا أستطيع ألا أفكر بليالي المذاكرة في الطفولة، ضوء خافت، شاي حليب، تلفاز مضاء بلا صوت، ربما راديو؟ سِيدي كان يحُبّ الراديو. أنا ممدّدة على الأرض بقميص النوم، بطني على الأرض، أكتب الواجب.  لا علاقة بما كتبته بالسبب الذي بدأت فيه هذه التدوينة، في الحقيقة.. بدأتها من الجدة.  كفتاة نشأت في بيئة غير طبيعية، أيًا كان معنى ذلك لديك أيها القارئ، كان "الرجل الأوّل في حياتي" غير موثوق به، ولا الث...