صفحة سحور

 لم أكتب صفحة منذ وقت طويل، لا أحسب الصفحة الأخيرة. أكاد لا أتذكر كيف كانت تبدأ صفحاتي.. 

تخيفني أحيانًا حقيقة أن العالم كبير، وتطمئنني في أحيان.

أشعر أحيانًا أنني غنية جدًا بهذا العالم! تخيلوا! كم من القصص حولنا يمكننا روايتها؟ كم وجهًا جميلًا يمكننا رسمه؟ 
كم صورة يمكننا التقاطها؟ وكم أغنية نستطيع تأليفها؟ أليس ذلك جميلًا؟ 

ولكن.. 
كم من إنسانٍ يتألّم.. وكم من إنسان مخدوع، وكم سُلبت حقوق؟ وكم اغتُصبت؟
كمٌّ من العقول المشغولة، بشدة.. وكم عقل فارغ؟ 

مخيف. 

لا يبدو الأمر عادلًا.. لا أعرف لماذا. 

لم أكتب منذ أسابيع، لكنني رقصت وغنيت كثيرًا. المضحك أنني أردت أن أصرخ كثيرًا، وعندما سنحت لي الفرصة لم أفعل.

في ثلاثة أسابيع فقط، ارتكبت الكثير من الأخطاء. مضحك. 

لا أشعر برغبة في أن أحكي لكم أي شيء.. لكن ربما أحكي لكم عن كمية الألقاب التي اخترعناها في المكتب لشخصيات مختلفة؟ يبدو الأمر لئيمًا، ونراه ظريفًا.. 

ربما أخبركم قصةً قصيرة حزينة: 
قبل أسبوعين، اشتريت دفترًا للرسم، أردت أن أبدأ في رمضان، اشتريت ألوانًا ومقلمة وبراية ومساحة..الخ
ولم أرسم شيئًا حتى اليوم. بصراحة، لم يلهمني شيء. لا أجد وقتًا أو بالًا لتأمل شيء. 

أتعلمون ما أكره؟ أن يكون عقلي فارغًا، غير قادر على التفكير. 

أشاهد أسوأ مسلسل يمكن إيجاده على نتفلكس في هذه الأيام، أتذكرون؟ في تدوينة أخرى، أطلقت كلمة "المسلسل البلاستيكي" على Ugly Betty، ولكن ماذا أدعو مسلسلي الجديد؟ لا أجد كلمة غير "المسلسل القذر"، لا أقصد بالقذارة البذاءة أو الإباحية، للقذارة أنواع يا سادة ويا سيدات. 

أرى أن تصنيفنا للأشياء أمر محزن ومبهر في نفس الوقت، كم مسلسل بلاستيكي شاهدت في حياتي؟ وكم مسلسل قذر؟ 
ربما هناك مسلسلٌ مائيّ! وآخر ثلجيّ، وآخر ترابيّ، وآخر خشبيّ.. وهكذا يعني.. 

أشعر أن هناك أحيانًا بشرًا، لأعينهم صوتٌ عالٍ، يمكنهم الصراخ بأعينهم.. هل أنا منهم؟ 
ما علاقة ذلك بأي شيء؟ لا أعرف. لكن أليس ذلك مثيرًا للاهتمام؟ حتى النظرات، يمكننا تصنيفها.
هناك نظرة حادة، ونظرة حانية، ونظرة ثاقبة، ونظره بلهاء.. 

أعتقد أن الصفحة انتهت. 

تعليقات

مقالات فنية

من هو القيم الفني؟

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى