صفحات النّهار - الصفحة الثانية

 أمتلك الكثير من الأفكار، أقول هذا دائمًا، لا أشاركها دائمًا، بالأمس، شاركت إحداها مع صديقة، يبدو أن آذان الأصدقاء هي دفتري الذي لا يقرؤه أحد. أخبرتني صديقتي أنها تمتلك أكثر من 170 فكرة مكتوبة، أصبت بالفضول الشديد حولها، لم أظهره.. 

من المفترض أن تكون صفحات النهار صفحتين كلّ يوم، لكنني سمحت لنفسي أن اكتب واحدة فقط بالأمس، ربما تخرج اليوم صفحتين إن بدأت بسرد أفكاري؟ الآن أفكر.. لم لم أجعل سلسلة مخصصة للأفكار بدلًا من هذه الصفحات؟ ثم شعرت أنها فكرة غبية. ما الفرق بين سلسلة وسلسلة؟ لا يهم. لهذه الصفحات أن تحتوي ما تحتوي. المهم أن تكتب الصفحات. هل هذه الخدعة ستجعلني أكتبر أكثر من صفحتين؟ هل أنا أكتب زيادة عن اللزوم منذ وقت طويل؟ تذكّرت أنني شاركت صديقتي بالأمس ندمي على انقطاعي عن الكتابة في العلا العام الماضي، والآن أشتكي من فرط الكتابة؟ أذكر أن صديقًا سابقًا كان يعاني من فرط الكتابة.. لا أطيق هذا الرجل الآن. ليس موضوعنا، موضوعنا أنني كنت أعتقد بحق حينها أنه مخطئ.. وأنه يهرب من الحياة، وينغلق داخل عقله، أو بالأحرى داخل تويتر هههه

ما الذي يحدد إن كان شخص ما يكتب بإفراط؟ ما هو الحد؟ ما هو الإفراط؟ من المضحك أنني أفكر في ذلك وأنا أكتب القليل جدًا، وأقل من المطلوب. ما هو المطلوب؟ في حالتي، الكثير. فقدت الاهتمام الآن، بمجرّد ذكر كلمة "الكثير"، عندما يرى الإنسان أمرًا ككتلة ضخمة من الأشياء التي بنغي فعلها، لا يستطيع فعلها.. لذلك ربما أبدأ بالسرد؟ أو الفعل؟ ربما أضع خطة.. أو .. تبدو أسئلة حمقاء ومتكرّرة.. مثل من يود تعلم الرسم، ويقول "كيف أبدأ؟" و"من أين أبدأ؟"..

أشياء صغيرة، أو ضئيلة، مثل أغنية سبيستون.. أردت أن أقوم بإنشاء متحف من المقتنيات الصغيرة، حيث يكون أكبر حجم كورقة A4، أردت أن أعلّم نفسي، كيف يبدأ شخصٍ ما، قليلًا قليلًا، على نطاق صغير، بتواضع، بذكاء؟ واقعية ربما. جاتني فكرة! أودّ عمل المزيد من المقابلات، في الأيام الماضية، قابلت الكثير من الفنانين، وأردت الحديث معهم أكثر.. ربما أكتب مقالًا، أحكي فيه مع فنانين، كما أمتلك الأفكار، أمتلك أسئلة كثيرة دائمًا. أودّ البحث الآن عن "متحف الأشياء الصغيرة" الذي أخبرتني عنه صديقتي، والذي طبّق الفكرة، ربما أتعلّم شيئًا ما. 

ناقشنا أيضًا إمكانية تنسيق المعارض الفنية الرقمية، وكيف يمكننا تطبيقها، وهل نمتلك الموارد والمهارات اللازمة لفعل ذلك؟ إن عقلي يودّ البحث عن أمور كثيرة، وكتابة أمور كثيرة، بعضها لا يكتب هنا، على الأقل ليس في هذا الوقت، أفكّر في تغيير مكاني، ربما أخرج إلى مكانٍ ما؟ وعدت نفسي ألا أفعل. شكوت قريبًا أنني بحاجة إلى مساحةٍ ما، لأصنع فيها أفكارًا ومفاهيم، قد تكون المساحة هذه المدوّنة، موقعي الشخصيّ، مساحة أستأجرها أو أستعيرها، أو منزلي حتى؟ لكن ما أفكر فيه الآن هو ما ينبغي أن أصنعه.. لذلك أودّ أن أحصر أفكاري، ربما هذا هو الوقت المناسب. يجب أن أرسل بعض الرسائل أولًا.. سأعود بعد قليل.


تعليقات

مقالات فنية

من هو القيم الفني؟

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى