فراشاتٌ كسولة
اليوم كنت أشاهد مسلسلي البلاستيكي، وأستقي منه ما لم يعني كتابته كالعادة..
لاحظت أن في هذا المسلسل وكعادة الكثير من المسلسلات البلاستيكية، تبقى الخلافات الغريبة بين الشخصية الرئيسية وشركائها العاطفيين مستمرة لقرون من أجل حلب مشاعرنا لموسم آخر، المال يعني.. ولا مبرّر آخر لذلك سوى أن الكاتب كسول. لكنني أيقنت حينها، أن كاتب حياتي يفعل ذلك أيضًا، لا لكسل.. ربما لسبب آخر، ربما تبقى الأمور عالقة ليعطيني هذا الكاتب فرصة من الوقت يستطيع فيها عقلي الصغير استيعاب كل شيء، وقلبي الضعيف أن يفهم ما يشعر به.
عندما خرجت من العلا، خرجت لأنني شعرت بأنني عالقة،
أن الزمن توقّف، أن حياتي ليست في مفترق طرق، بل أمام نهر بلا طريقة عبور للشاطئ الآخر.
خلال أسبوعي الأول منذ عودتي إلى الرياض، كان هناك شعور ملحّ ومستفزّ في آخر بقعة من رأسي، وأعلى نقطة في حنجرتي، وشحنات كهربائية في أطراف أصابعي تشدّني إلى مكان لا أعرفه. في اليوم الرابع أو الخامس، عرفت أنني لا زلت أشعر بأني عالقة، وهذا الأمر مزعج، أشعر أن هناك ما يسحبني للوراء، أو أن ماء النهر أمامي يعكّر صفوه خوفٌ من الفشل، من الضعف، من البؤس.
أودّ لكل شيء أن يختفي، ويبقى النهر أمامي خطًا صافيًا، لا شيء يستريح فوقه سواي.
لكن الحياة لا تجري بهذه الطريقة، كما يريد الكاتب تمامًا، سأسبح إلى الضفة الأخرى معلقة بخيوط، سأجرّها بلطف قليلًا، ومن ثم.. ستتركني تلك الخيوط، في وقتها، قررت أن أترك تلك الخيوط تبقى وترحل عندما تريد، كفراشات تعبت من الطيران وقررت أن تستريح فوق جلدي قليلًا، قررت أن أرقص برفقة تلك الخيوط، وأستمتع بألوانها التي تزين رقصتي.
لا بأس أيها الكاتب الكسول، أصبحت أقلّ إزعاجًا الآن.
تعليقات
إرسال تعليق