مليون ليلة وليلة - ليست الليلة الأولى

 مرة أخرى، نمرّ بإحدى الليالي الطويلة التي يختفي فيها عنّا النوم بغتة،
لا أعلم أين ذهب الليلة! ربما وجد امرأة أخرى ليواعدها.
أود أن اقول أنني اعتدت تلك الليالي الطويلة، لكنني لم أعتدها قط.
أحترمها فقط عندما تماثل هذه الليلة، عندما تأمرني باستخدام قلمي للكتابة. 

في آخر حديث لي مع صديق قبل موعدي الذي أخلفته مع السرير، أخبرته عن تعجبي من تعلّق رفقاء الميم بأشياء غريبة،
بشخصيات فنية محددة كالمغنية شير،
ومسلسلات تلفزيونية مختارة كمسلسل قولدن قيرلز مثلًا،
وهو شيء لم أفهمه أبدًا، والغريب أن هذه الأشياء يتضح لي لاحقًا أنها فعلًا عظيمة وتستحق التقدير!

تأمّلت حينها مشهدًا في مسلسل قديم،
عن أم تخبر ابنها أن هناك مفاجأة عليه أن يقوم بتخمينها،
ويخمّن بحماسة أنه قد فاز بمسابقة ما، وأن "مارثا ستيورات" ستقوم بزيارتهم كجائزة،
لكنه يصاب بخيبة أمل حينما تخبره أمه بأن المفاجأة هي قدوم أبيه إلى المنزل في العيد،
ويخبرها حينها أن قدوم مارثا ستيورات كان مفاجأة أفضل. 

وعندها رأيت ما رأيت في داخلي،
أدعي أنني رأيت لماذا أتعلّق بالفنون، نحن ننغمس في عالم الفنون بحثًا عن الجمال،
في محاولة دائمة لاصطياد تلك الصغائر الحلوة التي لم نحظَ بها، هي ليست محاولة للهرب من شيء قبيح،
بل شعور بالفقد، نود تعويضه.

 قد يبحث أحدنا عن الجمال في المرآة، فيزيّن شعره، ويختبر نعومة بشرته، ويغطي أطرافه بما يلمع،
ليتذكّر أن كل ما رحل عنه لن يطفأه، وأنه يستحق من يبقى ليقدّره.

قد تبحث أخرى عن الحياة في رقصة،
ويبحث آخر عن الحب في صورة،
ويبحث آخرون عن الاستقرار بين منحنيات الطين،
عن البهجة في ابتسامة حضور المسرح،
وعن الدهشة في حاضري السيرك،
عن الحقيقة في اكتشاف اللحن الموسيقيّ المناسب، وعن الرب بين ألوان اللوحة. 


_____________________________

خيريّة، تشغل عقلها عن المقابلة الوظيفية غدًا. 
الثلاثاء 26 سبتمبر 2023
5:13 فجرًا

تعليقات

مقالات فنية

من هو القيم الفني؟

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

لا بأس، ستأتي فرصة أخرى