تجربتي مع الهامور ح.ع - مع شويّة حرق..

 

أعتقد إن الهامور ح.ع هو أول إنتاج لبوليفارد ستوديو، بداية قوية جدًا حمستني لإنتاجاتهم القادمة،  ما شفت إعلان الفيلم إلا في السينما لكن كان مرا يحمس وضحكت فيه أنا واللي معايا قبل حتى لا أشوف الفيلم!

البوستر تصميمه حلو مرا بس ظلم الفيلم في رأيي.. الفيلم أقوى بكثير وكان ممكن يكون البوستر أقوى

بس انبسطت انهم ما جابوا البطل جالس ع كرسي ولابس بشت وكدا مثل المتوقّع ولذلك صار فيه تباين بين الاسم اللي يظهر القوّة بينما الصورة لشخص بزيّ رجل أمن ونظرة قويّة وحادّة، البوستر يظهر الفيلم مجرّد فيلم كوميدي بسيط عن سرقة ويقلّل من قيمة القصة اللي اكتشفنا بعدين إنها أكبر من كذا بكثير، لكن لو رحت بهذه التوقعات حتستمتع فأعتقد إنهم نجحو.

مواقع التصوير مختلفة ومتعددة وتفاصيلها مدهشة، كل مشهد طابعه مختلف وفعلًا يعطيك احساس إنه إنتاج قوي لفيلم وهناك عناية كبيرة بالتفاصيل اهتموا فيها مثل مشهد غرفة سليمان لما يدخل عليهم ابو عزة لأول مرة كان كل شيء في البيت لايق ومشاهد محاولات تملق ابو وردة فيها تفاصيل كثيرة في كل لقطة، البيوت الفخمة والشاليه وشقة حامد وفاطمة القديمة تعكس حالة البطل المادية بشكل دقيق .. الأمثلة كثيرة بس باختصار واضح الاعتناء بمواقع التصوير واختيارها وتجهيزها، وعلى المستوى الشخصي طبعًا كأي شخص من جدة شفت مظاهر من جدة كثيرة وانبسطت بيها!


لاحظت اهتمام كبير بالإضاءة مع اختلاف المشاهد وشغل الألوان كان جبار في أغلب المشاهد وأمتع مشهد في الألوان كان مشهد الشرطة، ومشهد دخول حامد للحفلة وهو معصب كيف تتبدل الالوان حسب مود الغرفة اللي يدخلها وايش الحدث اللي صاير فيها، والوان البار في البحرين كان فيها تباين جميل جدًا.

الصوت واضح في اغلب الاوقات، ما ركزت كثير على الموسيقى إلا لما تجي أغنية قديمة فجأة ترجعني لورا سنين ونضحك ساعات ونندمج ساعات، بس في العموم كانت ماشية مع مود الفيلم ومندمجة بشكل مريح في الخلفية وبعض التراكات كانت ممتعة خصوصًا في مشهد عد الفلوس.


المخرج عبدالإله القرشي ما شفت له عمل ثاني لكن أصبح من المخرجين المفضّلين بالنسبة لي في المملكة، والإخراج بالنسبة لي كان أفضل عنصر في الفيلم، كان مثالي في رأيي.. حركة الكاميرا دائمًا كانت تبهرني خصوصًا في مشهد الحفلة الأخيرة اللي اتكلمت عنه فوق، مشاهد تخيّلات حامد وهلوسته كانت ممتعة جدًا، ومن المشاهد المفضّلة عندي مشهد الفلوس وهي تمطّر من السماء وتعليق البطل عليه كان مناسب وعمومًا التوافق بين الجمل والمشاهد والصوت والصورة كان بديع وساحر.
وجدت في بعض المشاهد تشابه كبير بينها وبين مشاهد في أفلام أخرى تكاد تكون منسوخة بالتفصيل، لكني استمتعت بها وأشوف الفيلم كله بكل ما فيه من تشابهات بين قصص وأفلام أخرى إلا أني استمتعت بهذه النسخة لأن تم تعريبها بشكل ممتاز وممتع ومتقن.

كان فيه اهتمام كبير بملابس الشخصيات وتناسبها مع كل شخصية والفترة الزمنية، والتغييرات الداخلية والخارجية اللي تمر بيها الشخصيات وحتى ذقن حامد كيف تتغير كلما مشينا أكثر في أحداث الفيلم، وطريقة لبس زوجته فاطمة مع الوقت كيف تختلف، ومشهد صبغة الشعر كان يعطي ردات فعل من كل البنات في السينما واستمتعت فيه كثير.



الكتابة كانت بين هاني كعدور وعمر باهبري، وكتّاب مساعدين منار العتيبي وعلاء محمّد.. أعتذر لجهلي ولكن ما عرفت أعمال أخرى لهؤلاء الكتّاب سوى عمل هاني وعمر على فيلم شمس المعارف سابقًا ومسلسل تكّي، وكان عندي وقتها ملاحظات كثيرة فيما يخصّ الحوارات ولا زالت عندي في فيلم الهامور خصوصًا في المشاهد بين حامد وفاطمة، وحامد وجيهان..

لكن لا زلت أحيّي الكتّاب لأن قد تكون رحلة البطل أساسية في  كل الأفلام لكن الأحداث في الهامور كانت مختلفة وليست متوقّعة دائمًا وهذا أمر صعب خصوصًا لما تتناول قصة حقيقية، مع ذلك أحزنني إن بعض الأحداث المحورية في القصة تم تناولها أو كتابتها على عجل مثل: مشهد حامد وفيصل الأخير ردة الفعل فيه كانت مفاجئة وما اتمهّد لها كويّس.. أفهم إننا المفروض ننصدم من التحوّل في شخصية حامد لكن ليش ما شفنا قبلها توسّل أو جدال أكثر مثلًا؟ وأشوف إن المجاز اللي استخدمه فيصل عشان يوصل حامد لردة الفعل هذه كان بعيد تمامًا عن الأحداث اللي صايرة بينه وبين حامد، مشهد حامد الأخير مع أمه كان غير مؤثر نهائيًا مع إنه كان مهم ومحوري والمفترض يبيّن قد ايش نزل حامد للحضيض وفقد كل الآمال بس ما حسّيت بأي مشاعر وأنا أشوفه، مشهد البيعة الأولى لحامد في ART.. وغيرها.

شخصيّة البطل أشوفها مبنيّة بشكل مرا كوية والتعريف بيها في البداية كان رهيب، لكن كان عندي تساؤل.. دام البطل قاعد يحكي لنا طول الفيلم ليش قاعدين نشوف خيالاته وهلوساته؟ أشوف دامنا نمتلك تعليق صوتي ما كنا نحتاج هذه الخيالات يكفي إن البطل يحكي لنا عن مشاعره.

أيضًا بعض الشخصيات أحسها دخلت فجأة وما عرفناها كويّس مع إن أثرها عالقصة كبير مثل شخصية منصور اللي ظهرت ٣ مرات بس وكل مرة كان لها طابع مختلف وما فهمنا ايش سبب التغيير هذا في ظهورها ومشهد الرشاش في الكباين أشوفه كان مبالغ فيه وغير منطقي بالنسبة للمشاهد اللي دوبه بدأ اتعرّف على الشخصية وربما لو اتقدمت الشخصية من بدري كان حسيته منطقي أكثر.

لكن فيما يخص الشخصيات عمومًا هناك إيجابيات وسلبيات متعدّدة،

أسماء الشخصيات لطيفة، بناءهم كان جيّد لكن في نص الفيلم حسيت كأنه تم تجاهلهم فجأة.. أفهم أننا نرى القصة من منظور البطل وهو لم يعد يهتم بشركاؤه لكن أنا والمشاهدين اندمجنا مع الشخصيات وأرى أنهم استحقوا نشوف نهاياتهم على الشاشة بدل ما نسمع عنها من ورا الكواليس، ليش شفنا انسحاب شخصية ابو محمد من المشروع بس ما شفنا انسحاب السلي وراكان وابو عزة؟ وهم معانا من البداية واتعلقنا فيهم.. بالإضافة إلى أننا ما شفنا الجانب السيّء في شخصية أبو محمد زي ما شفناه في البقيّة وبالتالي نكتة "توبته" ما كانت مضحكة كفاية احتجت أشوفه وهو فاسد وطمّاع.. هل استحينا نطلّعه بهذا الشكل؟



اختيار الممثلين في محلّه ومناسب لشخصياتهم وقدراتهم، فهد القحطاني كان مُبهر في دور حامد وما أشوفه يليق على أي ممثل ثاني من تعابير الوجه للتغيير في حامد طول الفيلم في المشية وطريقة الكلام فهد كان عبقري ومتحمّسة أشوف أدواره الجاية! 

فاطمة البنوي على الصعيد الآخر رغم إن الشخصية كانت لايقة عليها لكن في رأيي كان يمديها تعطي أداء أفضل خصوصًا في مشهد خروجها من البيت كنت أستنى ردة فعل مؤثرة أكثر بس تعابير وجهها كانت جدًا عادية ومخيبة للآمال.. خيريّة أبو لبن كانت ممتازة بس حوارها الأخير مع حامد كان مكتوب بشكل ضعيف لكن فيما عدا ذلك حبّيت كل مشاهدها.

وطبعًا ما يحتاج أتكلم عن اسماعيل الحسن اللي كنا طول الفيلم ننتظر كل مشهد يطلع فيه ونتمنى يطوّل أكثر عالشاشة، فرحت بشوفة محمّد القاس في الإعلان وتمنّيت شفت له مشاهد أكثر، كلّ الممثلين عمومًا أدوا المطلوب منهم حتى اللي كانت أدوارهم جدًا صغيرة مثل أبو وردة، الشباب في مكتب ART، الهندي في الفندق، مدير الأمن في بداية الفيلم..وغيرهم.

لكن عندي سؤال واحد، أنا شفت الفيلم مرتين، وفي المرتين كان معايا ناس ثانية.. ومحد قدر يجاوبني، في هلوسات حامد فيه شخص قدام السرير يقول له جملة ويدفه في الموية.. مين هذا الشخص؟ وليش موجود في الهلوسة؟ ليش ما عرفناه قبل؟



ملخص:
فيلم الهامور ح.ع حتى الآن قد يكون أفضل فيلم سعودي مرّ علي، فيلم عناصره الفنيّة متكاملة واستمتعت فيه من أوله لآخره، أقدر فعلًا أسمّيه فيلم، وأقدر فعلًا أسمّيه كوميدي لأن القاعة كاملة كانت تضحك في كل مشهد! استمتعت كثير وأنصح أي أحد ما شافه للآن يحجز ويشوفه لأنه يستحق. 7،5 من 10.