شخبطة - خيرية تفكّر
أكتب؟ عيني مُرهقة جدًا.. بين نور الشاشة، وإضاءة المكتب البيضاء
أكره النور الأبيض، لماذا اخترع الإنسان مصباحًا أبيض؟ وورقةً بيضاء؟
لم لا يكون الفراغ بلون أصفر، والنور أصفر، والصفاء أصفر..
ياترى، ما لون عيني الآن؟
آخر مرة عملت فيها داخل مكتب ضيّق، اشترت لنا زمليتنا مرآة صغيرة لكل موظفة..
وضعناها على مكاتبنا الصغيرة، حتى نرى أنفسنا كل حينٍ وآخر.
أجلس الآن على مكتبٍ يكبرني حجمًا سرقته من مديري، الذي يتأخر كل يوم ثم يضطر للجلوس أمامي
توسّلته خلال الثلاثة أيام الأولى من عملي أن يعطيني مهمة أقوم بها، والآن أكتب هذه التدوينة لأهرب من هذه المهمة!
المهام الروتينية لذيذة، تسمح لك بالاستماع للموسيقى والتهام الطعام أثناء العمل.. لذلك أحمد الله أن عملي مُمل.
لكن في المقابل، أجد عقلي ممتلئ بالأفكار، وتحضرني أسئلة وجودية مثل: (لماذا لا زلت اعمل على هذه المهمة؟ هل المعلومات التي أجمعها الآن ضرورية؟ لماذا طلب مني هذه المهمة الغبيّة؟ هل قامت زميلتي بهذه المهمة من قبل وشعرت بالملل ثم رمتها على ظهري مستخدمةً يدي مديري؟...الخ)، لا أحب هذا النوع من الأسئلة.
مر الأسبوع بشكل سريع ومخيف، مع ذلك لا زلت أشعر أنني في مدينة الرياض منذ عدة أشهر
هل توقع مديري أن أنهي هذه المهمة في يومين؟ إنها لا تنتهي!
لم أر أيًّا من أصدقائي -عمدًا- منذ أتيت، راسلت أحدهم لألقاه نهاية الأسبوع لكنه كان مشغول.. لم أحادث غيره بعد، هل أفعل؟
لم أستثمر في تواصلي مع زملائي في المكتب رغم كل الفرص التي ألقت بنفسها أمامي، هل يجب أن أفعل؟
بعض المبادرات كانت لطيفة، طعميّة المدير المالي المصري، تحيّة مدير المشتريات الجدّاوي، ومحادثاتي القصيرة مع زميلتي السوريّة.. لنسمّيها "ألِف"
أستلطف "الِف"، نتفق في سنة الميلاد، ذوقنا الموسيقي، ردود الأفعال المبالغة جدًا، والنظرات الممتلئة بالكلمات التي نتبادلها عندما يزورنا أحد شباب المكتب محاولًا إلقاء السّلام أو النِكات.
بطّارية جهازي تصرخ! سأعود للعمل.
خيريّة، تتهرّب من واجباتها
الخميس، 21 يوليو 2022
11:00 صباحًا
تعليقات
إرسال تعليق