المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2025

مكان عاديّ وساحر

سطوح بيت ستّي، كان أقرب نقطة إلى السماء.. حيث ألتقي حبيبًا خياليًا، أرقص مع القمر تارة، وتحتضني الشمس تارة. هو خط المنتصف ، حيث أستطيع أن أتمدّد فوق اللاشيء.. وفوق كل شيء. حيث ظننت أنني رأيت الأرض جميعها.. ظننت أنني أعلى وأقوى من مركاز الحارة. لم يكن هناك سواي، ولا زال.. لا زلت أعلق الذكريات على حبل الغسيل، صورٌ يغطيها الغبار، وأخرى اختطفتها الرياح. كانت البقعة الأقل رطوبة في بيوت الصحيفة.. رغم وهنه كبقية بيوت جدة القديمة، لطالما ظننته قويًا، لأنه..  ببساطة.. يحملني.  كان هذا البيت قويًا وحنونًا، أكتر من ستّي.  ______ الأربعاء، 27 أغسطس، 2025 لقاء "بذور الطفولة"، في نادي الشعر. 

المرأة الخامسة

صورة
كيف نتحدّث عن جدّاتنا؟ هناك هوس في الوسط في الثقافي حول الجدة، يدور غالبًا حول الحنين والذكريات والدفء، يدور غالبًا حول ما تعطيه لنا الجدة، تمامًا مثل حديثنا عن الأم.. فقط عندما نتوقّف عن النظر إلى علاقاتنا مع آبائنا وأجدادنا كعلاقات نفعية، وننظر إليهم بشكل مجرّد من هذه العلاقات، ننظر إليهم كبشر، مثلنا تمامًا.. حينها فقط، سنرى كم نضجنا.  أكتب الآن وصوت مكيّف صالتي ومروحتها القديمة يعزفان سيمفونية الليل المعتادة، تجلس صديقة على السجادة والباب مفتوح، يدٌ تحمل هاتفها الموصل بالكهرباء، ويد أخرى تلعب بظفيرة شعرها. نينا سيمون تغني في الخلفية. غرفة مضاءة، وإضاءة صالتي خافتة. نحتسي كلّنا البابونج. لا أستطيع ألا أفكر بليالي المذاكرة في الطفولة، ضوء خافت، شاي حليب، تلفاز مضاء بلا صوت، ربما راديو؟ سِيدي كان يحُبّ الراديو. أنا ممدّدة على الأرض بقميص النوم، بطني على الأرض، أكتب الواجب.  لا علاقة بما كتبته بالسبب الذي بدأت فيه هذه التدوينة، في الحقيقة.. بدأتها من الجدة.  كفتاة نشأت في بيئة غير طبيعية، أيًا كان معنى ذلك لديك أيها القارئ، كان "الرجل الأوّل في حياتي" غير موثوق به، ولا الث...