منتصف رمضان، بماذا نشعر حتى الآن؟
تجربتي مع رمضان مختلفة كل سنة، هناك ما يتكرّر ويتشابه بالتأكيد ولكن كل سنة يتضّح لي جانب جديد من هذه التجربة. في صغري اقتصر مفهومي عن قيمة الصيام على الامتثال والاتعاظ، لم أهتم كثيرًا لأنه كان سهلًا وبسيطًا، لكنت كنت أسأم ما أسمعه في مدرسة تحفيظ القرآن من حديث مكرّر ومهوّل مثل: "رمضان ما له علاقة بالزينة والأكل والمسلسلات وله قيمة أكبر وأننا مشتّتين عنها" وللأمانة ما استشعرتها. في مراهقتي اهتمامي بالصوم كان متعلّق أكثر بالجانب الصحي، النظام الغذائي، المحافظة على الوزن، لكن لا زال المعنى مفقود، بالرغم من ذلك تجاهلت حديث المدرسة البائس في الصغر وبدأت أستمتع بالطقوس والأجواء الرمضانيّة أكثر، جمعتي مع أهلي على الإفطار كانت تعني لي أكثر لأني في مرحلة المراهقة بدأت أغرف صحني وأتناول أغلب الوجبات وحدي، أعمال الخير في رمضان صارت أمتع، صرت أقودها بدلًا من الاكتفاء بالمشاركة.. لكن لا زالت مجرّد متعة. أوّل مرة أشعر بالروحانية في رمضان كانت عند أول وظيفة لي في بداية عشريناتي، كنت أقضي أغلب وقتي مساءً في العمل والحركة، مع تركيز قليل جدًا على الأكل، لكن نظامي الغذائي كان صحي وخفيف بالتشار...